جوهرة تلمسان سمارة عبد اللاوي صاحبة 17 سنة سباحة المنتخب الوطني أكدت أنها جد سعيدة بالنتائج التي حققتها وهي تحمل الألوان الوطنية، وبالرغم من صغر سنها إلا أنها تمكنت من فرض نفسها مع الكبار وشاركت مع المنتخب الوطني ضمن البطولة العربية للسباحة أكابر في وهران، وقالت كلمتها من خلال الصعود لمنصة التتويج ..
واصلت التألق في صنف الناشئين بمصر وكل ذلك كان ثمار مثابرة وجدية في العمل، رافقتها والدتها منذ البداية وكانت سببا في تألقها ضمن هذه الرياضة منذ أن كانت في الـ 8 من عمرها، تطمح إلى المشاركة في بطولات عالم وتحقيق أرقام تسمح لها بالتواجد في الأولمبياد الذي يعتبر أكثر حدث يسعى له جل الرياضيين، هذا ما كشفته سمارة في الحوار الذي خصت به “الشعب ويكاند “«الشعب ويكاند”: كيف كانت بدايتك مع عالم السباحة؟
«سمارة عبد اللاوي”: بدأت ممارسة السباحة عندما كان عمري 8 سنوات حيث كنت أدرس في الابتدائي، التحقت بنادي وداد أمل تلمسان الذي مازلت معه إلى اليوم، والدتي هي التي اختارت هذا الاختصاص وأرادت أن أنجح فيه بدليل إنها رافقتني في كل الخرجات وساعدتني كثيرا في المراحل الصعبة، لأنها كانت ترى أنها الرياضة التي تناسبني من كل النواحي من أجل تطوير قدراتي الفكرية أو البدنية، لأن السباحة رياضة متكاملة، وأنا من جهتي أحببتها كثيرا وواصلت فيها وعملت بكل جدية ومثابرة من أجل النجاح وبلوغ المنتخب الوطني وتمثيل ألوان بلدي في المحافل الدولية، وبالرغم من أن المهمة لم تكن سهلة، لكن الحمد لله أنا حاليا في الطريق الصحيح وسأواصل العمل أكثر، بعدما كانت أول مشاركة لي على الصعيد الوطني في البطولة الوطنية للأصاغر سنة 2018 بمستغانم وبالرغم من أنني لم أحصد ميداليات، إلا أنها كانت فرصة لتقييم المستوى بشكل عام ومعرفة مستوى إمكانياتي أكثر، ومن هناك كانت الانطلاقة.
متى كانت أول مشاركة مع المنتخب الوطني؟
بعد العمل الكبير الذي قمت به رفقة نادي وداد أمل تلمسان بدأت أظهر من خلال تحقيق أرقام مقبولة، الأمر الذي جعلني أنضم للمنتخب الوطني أصاغر، وكان ذلك سنة 2019، هذه السنة التي حققت فيها أفضل الأرقام بالنسبة لي لأنني حصدت ميداليات في البطولة الوطنية وشاركت مع المنتخب الوطني أصاغر في البطولة الأفريقية بتونس، منها ميدالية برونزية في سباق 400 متر سباحة حرة، وفي سباق التناوب كذلك نلت البرونزية، ومن هنا تأكدت أنني سأتمكن من تحقيق الأفضل، الأمر الذي شجعني للعمل وضاعفت معدل التدريبات حتى أتمكن من تحسين الأرقام، وكسب ميداليات أخرى في مواعيد أقوى ورافقني في ذلك مدربي رضا يادي الذي كان له الفضل في وصولي لهذا المستوى من خلال متابعته والنصائح التي كان يقدمها لي حتى أتلقى تعليما جيدا من القاعدة، ومازال يساندني إلى اليوم حيث كرس كل وقته لكي أنجح وأحيانا كان يضحي بوقته رفقة عائلته، ولهذا أنا أشكره كثيرا على كل ما قدمه لي وفخورة، لأنني لم أخيبه فالعمل والتعب لم يذهبا سدا، بل كانت لهما نتائج.
كيف تعاملت مع مرحلة الجائحة الصحية نظرا لتوقف كل الأنشطة الرياضية؟
صحيح بعد سنة مليئة بالإنجازات جاءت مرحلة صعبة جدا، لأننا توقفنا عن العمل نظرا للوضع الصحي الذي عاشته الجزائر، لأن الأمور كانت خطيرة وتطلب الأمر الابتعاد لحماية أنفسنا والآخرين، ولكن لم أفشل بل عملت بمفردي ولم أتوقف عن التدريبات بالرغم من انه لم تكن هناك منافسات والأمور كانت غامضة بسبب التوقف وتأجيل كل المواعيد الرياضية بما فيها الدولية، إلا أن ذلك لم يمنعني من العمل لتطوير إمكانياتي وكنت أحيانا أسبح في البحر مع القيام بالتمارين لتقوية العضلات وحافظت على نظام الغذاء، وكل ذلك بمرافقة المدرب رضا يادي الذي كان له الفضل في وضع برنامج عمل خاص مع الوضع الصحي، وكذا والدتي التي كانت دائما تشجعني وتقدم لي الدعم المعنوي، وبالرغم من صعوبة المأمورية، لأن العودة للتدريبات لم تكن سهلة، لأننا كنا نعمل ثم ننقطع نظرا لفتح وغلق القاعات بحسب تطورات الوضع الصحي، ولم أتمكن من المشاركة في البطولة الوطنية التي كانت في عام 2021، لأنني كنت مصابة بالكوفيد وتأسفت كثيرا لذلك، لأنه بعد التوقف الطويل كنت أرغب في العودة للمنافسة مع رفاقي.
كيف تجاوزت تلك المرحلة الصعبة؟
أول مشاركة لي بعد العودة من الجائحة كانت في البطولة الوطنية المفتوحة التي جرت بتيزي وزو، حيث كنت في أفضل لياقة لي بدليل أنني حققت ميدالية ذهبية في صنف الأواسط وفضية في الصنف المفتوح، وبعدها كانت بطولة في سطيف لم تكن الأمور خلالها سهلة بسبب الكوفيد حيث كانت إجراءات صحية صارمة لتفادي الإصابة ولكن الحمد لله تمكنت من تحقيق نتائج رائعة في ذلك الموعد منها ميداليتين ذهبيتين وميدالية فضية في الأواسط وذهبية وفضية وبرونزية في الصنف المفتوح، ما جعلني أتأكد أنني استعدت مستواي بعد كل ما عشناه بسبب كورونا، ومن تلك المرحلة ضاعفت العمل لكي أحقق الأفضل حيث كانت لدينا بطولة وطنية للأندية في شهر مارس 2022، وبعدها البطولة الوطنية المفتوحة شهر ماي، حيث حققت في هذه الفترة أفضل نتائج في مشواري من خلال حصد 3 ميداليات ذهبية في الصنف المفتوح في سباقات 200 و400 و800 متر حرة وبرونزية في الأوساط وكانت هذه المنافسة مؤهلة للمواعيد الدولية حيث حققت الأدنى للمشاركة في البطولة العربية وهي أفضل محطة بالنسبة لي في تلك الفترة.
ماذا عن المشاركات الدولية بعد الجائحة الصحية؟
بعد البطولة الوطنية التي جرت شهر ماي بالعاصمة دخلت في تربص مفتوح تحضيرا للبطولة العربية أكابر التي احتضنتها مدينة وهران شهر جويلية الماضي، حيث حققت خلالها أفضل النتائج رفقة المنتخب الوطني بالرغم من صعوبة المأمورية، إلا أنني حققت أفضل الأوقات سمحت لي بحصد ذهبية في سباق 200 متر سباحة حرة، ميدالية فضية في سباق 800 حرة، وبرونزية في سباق 400 متر حرة، كل ذلك جاء نتيجة التدريبات المكثفة والعمل الشاق الذي قمت به، ومن جهتي قدمت كل ما لدي للصعود لمنصة التتويج وتشريف علم بلدي خاصة أن الحدث كان في الجزائر وأمام الجمهور الرائع الذي ساندنا من البداية إلى النهاية، وكان حاضر بقوة في مدرجات المسبح الجديد بمدينة وهران، والذي يعتبر مكسب للسباحة ولنا، لأنه سيسمح لنا بالعمل أكثر، ولهذا لقد عشنا أجواء لا تنسى وستبقى راسخة في ذهني، لأنها المرة الأولى التي أشارك في موعد كبير مثل هذا وأمام جمهور أكثر من رائع كان إلى جانبنا وتفاعل معنا.
ما هو هدفك المستقبلي مع المنتخب الوطني؟
أكيد بعد النتائج التي حققتها لحد الآن ستكون بمثابة دافع قوي لي حيث كانت آخر مشاركة دولية رفقة المنتخب الوطني ضمن البطولة العربية للناشئين لألعاب الماء بمصر 2022 مؤخرا والتي كانت فرصة لنا للاحتكاك مع المستوى العالي، وبالرغم من صعوبة المأمورية إلا أننا حققنا المركز الثاني خلف المنتخب المصري وهذه النتيجة ستجعلنا نعمل أكثر مستقبلا للتحضير المواعيد القادمة، ومن جهتي أنا سأعمل 3 مرات أكثر من السابق لكي أتمكن من بلوغ كل أهدافي المتمثلة في السعي للمشاركة في بطولات عالم وكأس العالم، وكذا العمل حتى تحقيق الحد الأدنى للتواجد في الألعاب الأولمبية، وكل ذلك يتحقق بالعمل والإرادة وبما أنني مازلت صغيرة في السن وتمكنت من المشاركة رفقة الأكابر وتحقيق نتيجة إيجابية، أكيد فتح أمامي الباب لكي أتطلع للأفضل وسأجتهد للوصول بحول الله، وكذا تحطيم أرقام قياسية وطنية لأنني طموحة وأحب النجاح.
كيف تمكنت من التوفيق بين الدراسة والرياضة؟؟
التوفيق بين الدراسة وممارسة السباحة كان بفضل والدتي التي تعتبر السند الأول بالنسبة لي، ولهذا قمت بتنظيم وقتي وتوزيعه بين الدراسة والتدريبات، بدليل أنني لا ملك أي هوية لأنني لا أستطيع بما أنني أركز على السباحة والدراسة حيث سأجتاز شهادة البكالوريا هذه السنة، ومن جهة أخرى قدمت كل ما لدي في الأحواض للنجاح وتشريف بلدي من خلال تحقيق ميداليات في كل المواعيد الدولية، كما أنني ابتعد عن الأكل غير الصحي على غرار المأكولات الخفيفة خارج البيت والسكريات، لأن هذه صعبة جدا وتتطلب تضحيات للنجاح يجب أن يكون تركيز، أما بالنسبة للرياضة التي تستهويني من دون السباحة هي الكرة الطائرة، لأنها تصنع فرجة ومتعة للجمهور، أما بالنسبة لأجمل ذكرى تبقى البطولة العربية بوهران.