عند نهاية منافسة العشاري في دورة ألعاب القوى للألعاب العربية، اقتربنا من المخضرم العربي بورعدة صاحب الميدالية الذهبية، الذي أكد لنا بأنه عانى كثيرا طوال السنة من عديد الإصابات، وخطف الذهب في الألعاب العربية بخبرته الكبيرة في المضمار، موضحا بأن ضغط مدربيه وزملائه في المنتخب الوطني، ومحيطه قد يجعله يتراجع عن الاعتزال فورا ويواصل العمل إلى غاية الألعاب الأفريقية المقبلة، كما تحدث عن سبب اتخاذه قرار الاعتزال، وعن امتعاضه لعدم مشاركته في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وكذا عن مشاريعه بعد اعتزال المضمار، في هذا الحوار:
الشعب: هنيئا لك التتويج بالذهب في اختصاص العشاري، ميدالية لم تكن سهلة خصوصا أنك أنهيت اليوم الأول من المنافسة في المركز الثاني؟
العربي بورعدة: الأيام الأخيرة قبل انطلاق المنافسة كانت صعبة عليّ بعض الشيء خصوصا من الناحية النفسية، اليوم الأول من المنافسة في اختصاص العشاري بدورة الألعاب العربية كان أصعب أيامي، لأنني كنت بعيدا جدا عن أرقامي الشخصية، وهو ما جعلني أحتل الصف الثاني في الترتيب العام، هذه السنة عانيت كثيرا من الإصابات، وأكملت المنافسة بالخبرة والحمد لله التوفيق كان من عند الله.
رمي الرمح والقفز بالزانة أكسبك النقاط اللازمة للعودة في الترتيب العام؟
صحيح، الرمية الثانية التي قمت بها في منافسة رمي الرمح، وكذا القفزة الثالثة في منافسة القفز بالزانة أكسباني العديد من النقاط وعدت بهما في الترتيب العام إلى الصدارة، وبعدها كما قلت لك أكملت المنافسة بالخبرة، خصوصا في سباق 1500 متر الذي لم يكن سهلا وأكملته بصعوبة كبيرة.
أنهيت المنافسة بقوة وأكدت بأنك في السنة الفارطة كنت قادرا على التألق في الألعاب المتوسطية؟
سعيد جدا لتتويجي اليوم بالميدالية الذهبية خلال دورة الألعاب العربية هنا بالجزائر، وعلى هذا المضمار الرائع بالملعب الأولمبي بوهران، كنت أود المشاركة السنة الفارطة في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، لكن للأسف منافسة العشاري كانت غائبة نظرا لنقص المنافسين، السنة الفارطة نلت الذهب في البطولة الأفريقية بجزر موريس بمجموع 7776 نقطة، كنت جاهزا وحضرت نفسي جيدا لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وبعد قرار إلغاء المنافسة بسبب عدم تواجد المنافسين، غضبت كثيرا كوني كنت أود أن أهدي ميدالية ذهبية للجزائر، وفي الجزائر أمام جمهورنا الرائع، لكن الحمد لله تم برمجة الألعاب العربية، التي لم تكن في برنامجنا التحضيري وتمكنت من الظفر بالميدالية الذهبية، بعد عناء كبير طوال الموسم وكثرة الإصابات التي أرهقتني، وفقنا في مهمتنا ولا تفوتني الفرصة لأشكر الجمهور الرائع، الذي ساندني طيلة يومين وساهم بقوة في تتويجي.
قبل انطلاق دورة الألعاب العربية، كنت قد صرحت بأنها ستكون آخر منافسة تخوضها في مشوارك الرياضي؟
صحيح، كنت صرحت قبل انطلاق الألعاب العربية بأنها ستكون آخر منافسة أخوضها في مشواري الرياضي، لكن المدربين الذين أعمل معهم عبد الكريم ولد أحمد وحسين محمد، وكثير من الرياضيين والأشخاص من محيطي، ألحوا كي أواصل مشواري، وكلهم أجمعوا على أنه ما دمت أحصد الميداليات يمكنني المواصلة والمشاركة في الألعاب الإفريقية المقبلة، ربما سأواصل التحضير للألعاب الإفريقية لكي تكون آخر منافسة لي، لكنني سأفكر جيدا قبل اتخاذ هذا القرار لا أدري، لا أخفي عليك بأنني تعبت كثيرا في اختصاص العشاري، كونه أصعب اختصاص في رياضة ألعاب القوى، ويلزمك وقت كبير لكي تتفرغ للعشاري.
ما الذي جعلك تقوم بذلك التصريح، هل نقص الإمكانات أم أمر آخر؟
لا ليس نقص الإمكانات، أبلغ حاليا 36 عاما وجسدي بدأ لا يتحمل التدريبات الشاقة التي أخضع لها يوميا بمعدل 8 ساعات، وهو ما جعلني أعاني من كثير من الإصابات طوال السنة، الحمد لله خلال مسيرتي الرياضية قمت بإنجازات كبيرة جدا، ونلت العديد من الميداليات الدولية والقارية، وحطمت العديد من الأرقام القياسية الأفريقية والعربية والوطنية، وأعتقد بأنه حان الوقت لكي أرتاح وأفسح المجال لرياضيين جدد من أجل التألق والبروز.
بعد اختتام مشوارك الرياضي، هل ستتحوّل لمهنة التدريب أم أنك ستبتعد عن الميادين نهائيا؟
نافست في المستوى العالي لمدة 16 سنة كاملة، وأملك الكثير من الخبرة في المنافسات الدولية، سأتحول بإذن الله إلى مدرب لأحاول ترجمة تجربتي وخبرتي في المضمار كرياضي للمواهب الصاعدة، وسأعمل على تأطيرها جيدا ودعمها لبلوغ المستوى العالي، وتشريف الجزائر ورفع الراية الوطنية عاليا.