نجح المدرّب سكالوني إلى حدّ كبير في مهمّته على رأس العارضة الفنية للمنتخب الأرجنتيني، حيث يعتمد على إستراتيجية منحت قوة حقيقية للفريق الذي تمكن من حجز مكان في النهائي، بعدما قدّم أداءً مميّزا في الأدوار الاقصائية بصفة خاصة.
تكمن قوّة سكالوني في التحضير البسيكولوجي للاعبين الذين يبقون في تركيز كبير في المقابلات، رغم الوضعيات التي تكون صعبة خلال المونديال الحالي، وخير دليل على ذلك ما جرى في المباراة أمام هولندا، فبالرغم من عودة أشبال المدرب فان غال في النتيجة في الدقائق الأخيرة من المواجهة، إلا أن زملاء ميسي تمكّنوا من حسم المباراة لصالحهم في ضربات الترجيح.
ويمكن القول إنّ الكثير من الفرق «تنهار» من ناحية التركيز بعد «الريمونتادا» التي يسجلها المنافس، لكن المنتخب الأرجنتيني أكّد أنّه حضّر للمونديال بشكل معتبر، ومدربه تمكّن من «استغلال» الإمكانيات الكبيرة للاعبين بشكل «ذكي»، وذلك بالاعتماد على خبرة «المخضرمين»، إلى جانب القوة التي يتمتع بها العديد من اللاعبين الشباب، الذين وجدوا «التأطير» المناسب من طرف المدرب، إلى جانب «حنكة ميسي فوق الميدان.
ولعل فوز الأرجنتين ببطولة «كوبا أمريكا» العام الماضي بعد انتظار لمدة طويلة، كان حافزا مهما في مسيرة هذا الفريق في المونديال الحالي، الذي يسعى للتتويج باللقب للمرة الثالثة في تاريخ المنافسة.
فبالرغم من عدم امتلاكه لخبرة طويلة، إلا أن سكالوني تمكّن من «فرض» أسلوبه الذي أتى بثماره لحد الآن، حيث يعتمد على تشكيلة متوازنة أكدت إمكانياتها الكبيرة في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الكرواتي، الذي رشّحه العديد من المتتبّعين أنّه سيشكّل صعوبات كبيرة لنظيره الأرجنتيني بعد المباراة التي أداها، وإقصائه للمنتخب البرازيلي في الدور ربع النهائي.
لكن سكالوني «درس» منافسه بشكل جيد، واعتمد على استرتيجية اتّسمت بالفعالية الكبيرة، وسيلعب النهائي غدا وعينه على التتويج بالمونديال.