يترقب جمهور المنتخب الوطني لكرة القدم قرارا الاتحاد الدولي للعبة، بعد التظلم الذي قدمته الـ”فاف” ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما، الذي أدار إياب الدور الفاصل المؤهل إلى “مونديال” قطر بين “الخضر” والكاميرون.
أعلن الـ”فيفا” سابقا أن لجنة الأخلاقيات ستدرس ملفات مباريات الدور الفاصل من تصفيات كأس العالم 2022، الذي أسفر عن تأهل، تونس، السنغال، الكاميرون غانا والمغرب، يوم 21 أفريل، ما فتح الباب أمام التأويلات وفرضيات إعادة مباراة “الخضر” ضد الأسود الجموحة.
وبدأ الحديث عن إمكانية التأهل المباشر، بعد إعلان الـ”فاف” عن تقديم طعن ضد أداء الحكم غاسما، يوم 31 مارس الماضي، بحيث أكدت هيأة عمارة أنها ستعمل على استعادة حقها بالطرق القانونية.
وبقي الموضوع محل نقاش في وسائل الإعلام وعلى منصات التواصل الاجتماعي، إلى غاية كتابة هذا الأسطر، بين من يتحدث بواقعية ويستبعد أي قرار في صالح “الخضر”، ما عدا معاقبة الحكم الغامبي، ومن يحلمون بإمكانية ثبوت تلقي الأخير رشوة من الكاميرونيين.
مطلب جديد وإمكانية اللجوء إلى الـ “تاس”
بعدما تحدث اتحادية كرة القدم في بيانها الأول بنبرة الواثق من استعادة حقوقه استنادا على خطوات قانونية، 48 ساعة بعد نكسة ملعب تشاكر، أصدرت الاتحادية بيانا آخر يومين قبل اجتماع لجنة أخلاقيات الاتحاد الدولي، تكشف فيه تقديم طلب ثاني لدراسة الملف من قل لجنة التحكيم.
وكما هو معلوم فإن لجنة التحكيم في الاتحاد الدولي للعبة، ليس من صلاحياتها معاقبة المنتخبات أو اتخاذ قرارات بخصوص المباريات، بل ستكتفي بالوقوف على أداء باكاري غاساما، وإن ثبتت أخطاءه فسيعاقب الحكم فقط.
وكشفت مصادر عديدة، أن الـ”فاف” تنتظر قرار الاتحاد الدولي ولجنة التحكيم، لرفع شكوى لدى المحكمة الرياضية الدولية، ما يعني أن ملف مباراة الكاميرون لن يغلق قبل بدأ تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023 التي تنطلق في جوان المقبل.
واقعية مختصين وإمكانية معاقبة الـ”فاف”
تحدث مختصون في كرة القدم كثيرا عن ملف مباراة المنتخبين الجزائري والكاميروني، وأخطاء غاسما التي كان لها تأثير مباشر على النتيجة النهائية للمقابلة.
ويتفق محلل التلفزيون العمومي، الحكم الدولي السابق محمد زكريني، ورئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم السابق، محفوظ قرباج، حول إمكانية معاقبة الـ”فاف” وعدم صدور أي قرار من الاتحاد الدولي يخدم “الخضر”، هذا الخميس.
وقال زكريني، في حصة على القناة العمومية، إن احتمال إعادة المباراة أو تأهل رفقاء محرز مباشرة إلى “مونديال” قطر، يتجسد في حال ثبوت استلام غاساما رشوة لخدمة مصلحة منتخب الكاميرون، أو يكون للحكم الغامبي علاقة بالمراهنات، أو يعترف شخصيا ببيع ذمته لصالح الأسود غير المروضة.
وقال قرباج، لـ”الشعب الرياضي”، إنه لا يتوقع قرارا في صالح محاربي الصحراء: “لجنة الانضباط هي التي تجتمع يوم الخميس، وأستبعد أن يصدر أي شيء في صالح منتخبنا.. شروط إعادة المباراة أو التأهل المباشر معروفة”.
وقد يفرض الاتحاد الدولي غرامة مالية على الـ”فاف” ويعاقب “الخضر” باللعب دون جمهور في تصفيات “كان” 2023، في حال ما دون محافظ اللقاء والحكم الرئيسي في تقريريهما رمي أنصار “الخضر” مقذوفات على ثلاثي التحكيم بين الشوطين، ورشق الملعب بالكراسي واستعمال ألعاب نارية بعد هدف سليماني الملغى.
أنفانتينو يتجاهل “الخضر” وسونغ يخرج صمته
تجاهل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني انفانتينو، موضوع مباراة الجزائر والكاميرون، ما زاد من تشاؤم مشجعي محاربي الصحراء.
سُئل انفانتينو، عمّا دار بخصوص لقاء “الخضر” والكاميرون، عندما كان يستعد لخوض مواجهة استعراضية في الدوحة يوم 30 مارس الماضي، فأجاب: “المباراة كانت قوية وهذه هي كرة القدم”.
ولئن لم يبعث تصريح انفانتينو التشاؤم في نفوس عشاق المنتخب الوطني، إلا أن كلامه منطقي جدا، فلا يمكن لرئيس أكبر هيأة كروية تقديم تفاصيل عن ملف لم يكن قد وضع على مكتبه بعد، كما أن أي كلمة منه قد تدخل الـ”فيفا” في متاهات هو في غنى عنها.
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع من خطف التأهل إلى “المونديال”، خرج مدرب منتخب الكاميرون ريغوبير سونغ عن صمته، معبرا عن امتعاضه من احتجاجات الجزائريين.
وقال سونغ لصحيفة “كاميرون ويب” الثلاثاء، إنه لو خسر منتخب الكاميرون أمام الجزائر لعاد إلى بلده دون أي ضجيج: “لم تعد لينا الرغبة في اللعب ضد هذه المنتخبات”.
وأضاف: “يقحمون كل شيء في كرة القدم، العنصرية، اتهامات للحكام، وإضافة إلى غياب الروح الرياضية، كما يتحججون بالأرضية والمناخ ويتهمون أشخاص في الاتحاد الدولي والكاميرون”.
ما يتمناه الوزير سبقاق من الـ”فيفا”
وتطرق وزير الشباب والرياضة، عبد الرزاق سبقاق، إلى موضوع مباراة محاربي الصحراء والكاميرون، في زيارته التفقدية إلى عناية الاثنين الماضي.
وقال سبقاق لوسائل إعلام، إنه يتمنى أن ينصف الاتحاد الدولي للعبة، المنتخب الجزائري الذي تعرض للظلم في مباراة 29 مارس الماضي في البليدة: “الفاف قدمت كل ما يثبت تعرض الفريق الوطني لظلم تحكيمي.. الموضوع بيد الفيفا وأتمنى أن ينصف الأخير منتخبنا”.