ضرب زلزال شديد القوة الهيئات الكروية الدولية، مباشرة بعد نشر بيان إعلان تأسيس دورة كروية جديدة بحر الأسبوع الفارط، منافسة من تنظيم كبار القارة العجوز تحت تسمية السوبرليغ الأوروبي بهدفين.
الأول ظاهر هو منح عشاق الساحرة المستديرة عبر العالم الفرجة والمتعة الكروية كل نهاية أسبوع، أو ما سمي بمشروع إنقاذ كرة القدم العالمية، وآخر خفي لجني أموال طائلة تصل عائداتها إلى أزيد من 6 ملايير يورو خلال كل نسخة، لكن «الفيفا» و»الويفا» كان لهما كلام آخر، وأحبطا مخطط تمرد بيريس وحلفائه وأكدا للجميع بأن الهيئات الكروية أقوى من أي فريق بالعالم مهما كان اسمه وتاريخه وشعبيته.
لم يدم تمرّد عمالقة كرة القدم الأوروبية على الهيئات الدولية طويلا، حيث وبالرغم من الإغراءات المادية الكبيرة التي كانت ستجنيها الفرق الـ 12 الأولى التي قدّمت موافقتها لتأسيس منافسة السوبرليغ الأوروبية، إلا أن تهديدات الاتحادين الدولي والأوروبي بفرض عقوبات جد قاسية على الخارجين عن الطاعة، أخلط أوراق المنظمين وكان وقعها أقوى من إنعاش خزائنها بأموال خيالية، لحل معضلة الأزمة المادية الحادة التي تتخبط فيها كبرى الفرق العالمية، بسبب تبعات تفشي فيروس كورونا (كوفيد – 19)، الذي انجر عنه خوض ما تبقى من الموسم المنصرم والحالي دون جمهور، الأمر الذي أحدث عجزا في ميزانياتها وسيحرمها للميركاتو الصيفي الثاني على التوالي، من انتداب نجوم جدد تحسبا لتحديات المواسم المقبلة.
أثبت الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أنه يعلو ولا يعلى عليه، بعدما رافق الاتحاد الأوروبي في قبضته الحديدية ضد الفرق الـ 12 التي قرّرت انشاء دورة السوبرليغ الأوروبية بداية من الموسم المقبل، حيث هدّدت كل الفرق المشاركة بحرمان لاعبيها من تقمص ألوان منتخبات بلدانهم، وهو ما جرّ اتحادات البلدان الأوروبية إلى التحرّك لإحباط تمرّد أنديتها على الهيئات الكروية، في مقدمتها اتحاديات كل من إيطاليا وإنجلترا المقبلتين على المشاركة وتنظيم فعاليات النسخة 16 من اليورو رفقة 9 بلدان أوروبية أخرى، وهو ما سيكون سببا في عجز الأطقم الفنية للسكاودرا أزورا وللأسود الثلاث من تشكيل منتخب تنافسي لمحاولة بلوغ الأدوار النهائية ولما لا التتويج بالكأس، خصوصا أن حفل الافتتاح والمباراة الافتتاحية سيقامان بملعب الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما يوم 11 جوان المقبل، في حين أن حفل الاختتام ونهائي اليورو سيحتضنهما الملعب الرمز ويمبلي بالعاصمة البريطانية لندن يوم 11 جويلية 2021.
اقتراح تتويج سان جيرمان برابطة الأبطال لعب دوره
في ذات السياق، اقتراح «الويفا» للاتحاد الدولي بإعلان نادي باريس سان جيرمان، بطلا للنسخة الحالية من منافسة رابطة الأبطال الأوروبية لكرة القدم، كان وقعه سلبيا على الفريقان الانجليزيان مانشيستر سيتي وتشيلسي المتأهلان لنصف نهائي المنافسة، هما الطامحان للتتويج باللقب للمرة الأولى والثانية على التوالي في تاريخهما، وهو ما ساهم كذلك في تراجعهما عن قرار المشاركة في السوبرليغ الأوروبية.
هذا، وكانت «الفيفا» مجبرة على الفوز بمعركة إفشال تنظيم النسخة الأولى من السوبرليغ الأوروبية، وإبطال مفعول العدوى التي كانت ستنتشر بالاتحادات الخمس المنخرطة تحت لوائها، حفاظا على شرعيتها ولعدم إفقاد هيبتها، وتفاديا للفوضى خصوصا بعد تصريح رئيس ريال مدريد فلورونتينو بيريس، الذي أكد أنه في حال منع الاتحاد الدولي لاعبي الفرق المشاركة في السوبرليغ الأوروبية من تمثيل منتخبات بلدانهم، فإنه سيقدم رفقة حلفائه على تنظيم كأس عالم خاصة بهم بمشاركة نجوم وأساطير الكرة العالمية.
رفض قاطع لفكرة احتكار الأغنياء لرياضة الفقراء
من جهة أخرى، أحدث إعلان تأسيس بطولة خاصة بالفرق الثرية في أوروبا والعالم، زوبعة من الانتقادات لدى عشاق الساحرة المستديرة العالمية عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، هم الذين لم يتقبلوا القرار جملة وتفصيلا، معتبرين أن كبار أوروبا يهندسون للقضاء على كرة القدم الأوروبية والعالمية، عكس ما روجوا له في شرحهم لمشروع المنافسة الجديدة، بأنها جاءت لإنقاذ اللعبة الأكثر شعبية في العالم من الزوال، كما رفضوا أن تصبح رياضة الفقراء حكرا على الأغنياء، وهو ما عزّز فرضية عدم الخروج عن طاعة الحاكم.
يذكر، أن الأندية الإنجليزية والإيطالية أعلنت انسحابها من المشاركة في السوبرليغ الأوروبية، في حين أن رئيس النادي الملكي منظم الدورة، كشف في تصريحات صحفية أن الفرق الـ 12 المؤسسة لدورة النجوم الجديدة، أمضت كلها على عقود موثقة وأنه لا يمكنها التراجع بهذه السهولة، موضحا أن المنافسة ستقام وسينضم إليها فريقان جديدان شهر جوان المقبل، يتعلّق الأمر بعملاق الكرة الألمانية بايرن ميونخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي، في انتظار الاتفاق مع فرق جديدة لكي يرتفع عدد الأعضاء المؤسسين إلى 15 ناديا، وبعدها اختيار خمس فرق كل سنة من مختلف البطولات، وفقا لترتيب آخر موسم والنتائج المحققة للفرق التي تبهر بأدائها الكبير، على غرار ما يحدث في الموسمين الأخيرين مع فريقي لايبزيج الألماني وأتالانتا الإيطالي.