نظمت الجزائر العديد من الأحداث الرياضية القارية والعربية والعالمية في مختلف الاختصاصات خلال سنة 2022، وأصبحت وجهة مميزة باعتراف الهيئات الرياضية الدولية والوفود المشاركة لاستضافة المسابقات الرياضية العالمية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى عزّزت الجزائر مكانتها على الخريطة الرياضية الدولية، وهذا بفضل الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للرياضة والرياضيين من خلال توفير البنية التحتية عالية الجودة والتنظيم الجيد.
نظّمت الجزائر بامتياز ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران في الفترة ما بين 25 جوان و6 جويلية 2022، والتي عرفت نجاحا كبيرا.
وكشفت التظاهرات الرياضية القارية والعربية والعالمية التي احتضنتها الجزائر طيلة سنة 2022 في جميع الاختصاصات انطلاقا من «رالي الاهقار»، الذي جرت فعاليته من 24 إلى 31 ديسمبر 2021 بالحظيرة الثقافية للاهقار، وإلى غاية البطولة الإفريقية للفوفيتنام فيات فوداو التي احتضنتها القاعة البيضاوية بالعاصمة من تاريخ 20 الى 25 نوفمبر الفارط، قدرة الجزائر على تنظيم أي حدث رياضي بالنظر لحجم وجودة البنية التحتية الرياضية المتوفرة بدليل استضافة الجزائر لـ 40 تظاهرة رياضية دولية هذا العام، وهو بمثابة رقم قياسي جديد يحسب للقائمين على الرياضة الجزائرية بعد أقل من سنة من إعادة بعث النشاطات الرياضية بسبب جائحة كورونا.
الجزائر أصبحت قطبا فعّالا في الرّياضات الميكانيكيّة
تمكّنت الرياضات الميكانيكيّة في الجزائر أن تقطع أشواطا مهمة في وقت وجيز، وتصبح قطبا فعالا قاريا وعالميا بامتياز، وأكبر دليل على ذلك هو احتضان الجزائر لعدد من المنافسات الهامة في سنة 2022 نالت التقدير والاحترام من قبل الهيئات الدولية، والبداية من رالي الاهقار الذي احتضنته الحظيرة الثقافية للاهقار من تاريخ 24 الى 31 ديسمبر من السنة الفارطة بالتنسيق مع جمعية الرياضات الميكانيكيّة «تيم اهقار موتور سبورت» لولاية تمنراست مرورا بالرالي الدولي للسيدات، والذي شهد مشاركة 75 شخصا منهم 40 متسابقة من 12 دولة، وهو اختصاص جديد في الرياضات الميكانيكيّة يجمع بين الرياضة والسياحة الترويجية في نفس الوقت جرى على مسافة 1049 كلم، إلى جانب رالي «تحدّي صحاري الدولي» في طبعته الخامسة، والذي عرف مشاركة 12 دولة وأخيراً رالي عروس المتوسط، الذي كان بمثابة مسك الختام لهذا النوع من الرياضة.
وتميّزت 2022 بكونها سنة ساهمت في بروز عدة رياضيين ورياضيات في مختلف الرياضات القتالية التي احتضنتها الجزائر بامتياز، من خلال رقم قياسي غير مسبوق للبطولات والمنافسات القارية والدولية التي جرت فعاليتها عبر مختلف أرجاء الوطن، انطلاقا من الدورة الإفريقية للجيدو المفتوحة أكابر سيدات ورجال، والتي احتضنتها القاعة المتعددة الرياضات لديوان المركب الأولمبيّ «محمد بوضياف» بالجزائر العاصمة من 15 الى 16 جانفي، إلى جانب الطبعة الثالثة والأربعين لبطولة إفريقيا أكابر سيدات ورجال فردي وحسب الفرق، وهي منافسة عادت الى الجزائر بعد غياب 20 سنة. رياضات قتالية أخرى سجّلت حضورها هذه السنة، ويتعلق الأمر برياضة السامبو من خلال احتضان الجزائر للطبعة السادسة عشر للبطولة الإفريقية للسامبو، والتي ساهمت بالتعريف بهذه الرياضة بالدرجة الأولى، وكذا رياضة المواي تاي عبر الدورة الدولية الخاصة بالفنون القتالية المختلطة والمواي تاي، والتي جرت يوم الفاتح من نوفمبر الفارط بالقاعة المتعددة الرياضات بعين مليلة.
الاستثناء هذه السنة صنعته رياضة الفوفيتنام فيات فوداو، حيث احتضنت الجزائر بطولتين لذات الرياضة، الأولى تتعلق بالطبعة الرابعة للبطولة الإفريقية للفوفيتنام فيات فوداو والثانية ببطولة العالم للفوفيتنام، والتي توّجت بها الجزائر عن جدارة واستحقاق، رياضة قتالية أخرى جديدة حطّت الرحال بالجزائر لأول مرة من خلال البطولة الآفروآسياوية للكاراتي تودو كاي التي جرت بمستعانم من 15 إلى 19 نوفمبر الفارط.
كأس «ديفيس» للتنس والمبارزة يسجّلان حضورهما
سنة 2022، شهدت كذلك احتضان الجزائر لحدثين هامين، يتعلق الأمر بكأس العالم للمبارزة في اختصاص سيف الحسام اكابر وسيدات ورجال، والتي جرت فعاليتها من 10 إلى 13 نوفمبر الفارط بقاعة «حرشة حسان» بمشاركة 300 رياضي منهم 165 رياضية، يمثلون أكثر من 40 دولة من القارات الخمس، في طبعة مؤهلة كذلك الى الألعاب الأولمبية القادمة بالعاصمة الفرنسية باريس، منافسة رياضية أخرى عادت الى الجزائر بعد 19 سنة من الغياب بفضل الاهتمام غير المسبوق بالمنشأت الرياضية، ويتعلق الأمر بكأس «ديفس» والتي نالت الجزائر شرف احتضانها شهر أوت الفارط والخاصة بمنافسات المجموعة الأفريقية الثالثة، وتُعَدّ كأس ديفيز للتنس البطولة الأكبر في العالم على مستوى منتخبات الرجال، ويديرها الإتحاد الدولي للتنس، وتنظم منافساتها سنوياً، رياضة أخرى أثبتث مكانتها هذه السنة وهي رياضة بناء الأجسام بدليل احتضان الجزائر لـ 3 منافسات قارية والبداية من البطولة الإفريقية لبناء الأجسام واللياقة البدنية، إلى جانب البطولة الإفريقية للحمل بالقوة ثم البطولة الإفريقية لبناء الأجسام، والتي احتضنتها مدينة قسنطينة من 13 الى 16 أكتوبر الفارط بمشاركة 180 رياضي يمثّلون 12 دولة، والأكيد أن نجاح الجزائر في تنظيم هذه المنافسات يضاف إلى كل النجاحات السابقة في احتضان الأحداث الرياضية في مختلف الألعاب، وكذا التي ستستضيفها الجزائر في السنوات المقبلة.
تنظيم كأس العرب لفئة أقل من 17 سنة
أبرز الأحداث الكروية التي احتضنتها الجزائر سنة 2022، كانت تنظيم بطولة كأس العرب لكرة القدم لأقل من 17 سنة، والتي جرت فعاليتها من 23 آوت الى 8 سبتمبر الفارط بولايتي مستغانم ومعسكر، والتي عرفت تتويج المنتخب الوطني عن جدارة واستحقاق لأول مرة بهذا اللقب، حيث قدّم أشبال الناخب الوطني رزقي رمان أداء ممتازا سمح لهم بالتتويج باللقب.
وبعد النجاح الباهر في تنظيم الدورة، ينتظر أن تنظم الجزائر مطلع شهر جانفي القادم البطولة الإفريقية للاعبين المحليين لكرة القدم، بمشاركة 18 منتخبا إفريقيا، في منافسة ستجري في ملاعب بمواصفات عالمية، في تحد جديد من شأنه أن يعزّز حظوظ الجزائر من أجل تنظيم العرس الكروي الإفريقي «كان 2025».