انطلقت فكرة تنظيم دورات رياضية عربية في 27 مارس عام 1947 عندما تقدم عبد الرحمن حسان عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية آنذاك، بمذكرة إلى الجامعة العربية يطلب فيها الموافقة على إقامة دورة رياضية عربية تشترك فيها الدول العربية الأعضاء بالجامعة العربية وغيرها من الأقطار العربية، لكن هذا الطلب لم يتحقق وبقيت الفكرة في أدراج هذه المنظمة.
في عام 1953 بعثت الفكرة من جديد وتبناها المهندس المصري أحمد الدمرداش توني (عضو اللجنة الأولمبية الدولية) الذي أجرى اتصالات حثيثة مع مختلف الأقطار العربية حيث لقيت الفكرة ترحابا كبيرا من الدول الأعضاء وعرضت على مجلس الجامعة العربية في 9 أبريل من عام 1953 الذي تبنى الفكرة ليسند تنظيم أول دورة رياضية عربية لمصر.
وقد اعتمدت الجامعة العربية مبلغ 25 ألف جنيه (نصف تكاليف الدورة) مساعدة لمصر على تنظيمها لتصبح هذه التظاهرة أكبر الملتقيات الرياضية للبلدان العربية وتقام كل أربع سنوات تحت إشراف اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية.
وجرت أول دورة في 1953 بالإسكندرية (مصر) من 26 جويلية إلى 10 أوت 1953 بمشاركة ثماني دول عربية، وحلت أندونيسيا ضيفة على الدعوة، بينما اعتذرت إيران عن المشاركة لأسباب فنية، كون نظام الدورات العربية خلال انطلاقها في الخمسينات، كان يسمح باستضافة بلدان غير عربية على أن تكون نتائجها خارج الدورة.
وتضمنت الدورة عشرة ألعاب مختلفة لتتوج مصر بالمرتبة الأولى بحصولها على 142 ميدالية منها 77 فضية.
وفي عام 1957، جرت الدورة الثانية في بيروت (لبنان) بمشاركة 10 بلدان من بينها الجزائر بصفة رمزية، وفي غياب مصر، حيث تضمنت الدورة 15 لعبة رياضة.
وكانت لبنان، البلد المنظم الوحيد المشارك في رياضتي التجديف والفروسية، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج المسجلة في جدول الميداليات، رغم ذلك احتل لبنان المركز الأول في الترتيب العام بمجموع 89 ميدالية من بينها 33 من المعدن النفيس.
واحتضنت مدينة الدار البيضاء (المغرب) النسخة الثالثة للألعاب العربية عام 1961 بمشاركة 12 بلدا عربيا من بينها الجزائر بصفة رمزية لأنها لم تكن حصلت على استقلالها بعد. وتنافس الرياضيون العرب في 12 نوعا رياضيا. وعادت المرتبة الأولى للجمهورية العربية المتحدة التي كانت تضم آنذاك (مصر وسوريا) بمجموع 109 ميدالية من بينها 52 ذهبية.
وعادت التظاهرة العربية مجددا لمصر عام 1965 في النسخة الرابعة بمشاركة 15 دولة عربية، من بينها الجزائر التي شاركت بصفة رسمية بعد استعادتها لحريتها، حيث نظمت 15 رياضة. وكما كان متوقعا، فرض رياضيومصر سيطرة مطلقة على مجريات الدورة بحصدهم لـ140 ميدالية من بينهم 69 ذهبية.
بالمقابل، كللت المشاركة الجزائرية الرسمية الأولى بخمس ميداليات (3 فضيات وبرونزيتان).
وانتظرت الألعاب العربية 11 عاما لتعود من جديد للمنافسة، عام 1976 بسوريا التي احتضنت النسخة الخامسة بحضور 11 دولة شاركت في 17 لعبة (رقم قياسي)، بينما جرت رياضة الفروسية خارج برنامج الدورة دون اعتبار نتائجها في لوحة الميداليات. وغابت الجزائر ومصر عن هذا الموعد. بينما توج البلد المنظم سوريا بالمركز الأول بـ137 ميدالية منها 73 ذهبية.
وجرت الطبعة السادسة عام 1985 أي بعد 9 سنوات بالرباط وهذه المرة بمشاركة 21 بلدا، وهي سجلت الطبعة المشاركة النسوية الاولى في تاريخ الألعاب.
وتجدر الإشارة، أن الاضطراب السياسي، والصعوبات المالية جعلت الألعاب غير مستقرة في جدولتها المقررة كل أربع سنوات.
وفي غياب العملاق المصري عن الدورة، حصل البلد المنظم، على المركز الأول بـ127 ميدالية (57 ذهبية)، بينما احتلت الجزائر المركز الرابع في الترتيب العام برصيد 97 ميدالية (15 ذ – 40 ف – 42 ب).
وكان من المقرر أن تنظم مصر الدورة السابعة في مصر، لكن في شهر جويلية1991، قرر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العرب للشباب والرياضة في اجتماع بالقاهرة تعيين سوريا كبلد منظم للدورة السابعة للالعاب العربية. غير أنه ولمرة أخرى، لم تنظم الألعاب في وقتها المحدد، حيث انتظرت سبع سنوات ليأتي موعد الطبعة السابعة عام 1992 التي حطت الرحال مجددا بالعاصمة السورية دمشق. وكانت 19 دولة حاضرة في الموعد السوري للتنافس في 14 نوعا رياضيا.
وكانت مشاركة ليبيا في هذه الألعاب رمزية بسبب الحظر الجوي المفروض عليها دوليا، بينما غابت العراق عن المشاركة.
وتوجت الرياضة السورية باللقب بحصدها 115 ميدالية منها 48 ذهبية، متقدمة مصر التي حلت ثانية ب (99 ميدالية)، بينما تقدمت الجزائر للمركز الثالث ب 72 ميدالية (27 ذ- 21 ف – 24 ب).
وبعد مرور خمس سنوات (1997)، عادت الألعاب بوتيرة منتظمة حيث احتضنت لبنان الدورة الثامنة (12-27 يوليو) ومع ذلك، لم يتم احترام فاصل أربع سنوات عن كل دورة من قبل المسئولين العرب بسبب عدة عوامل طارئة.
وتم إسناد العاب الدورة التاسعة للأردن من 15 إلى 31 أغسطس 1999، بمشاركة 21 بلدا في 26 رياضة وكانت المرتبة الأولى من نصيب مصر ب 267 ميدالية (106 ذهبية)، بينما جاءت الجزائر رابعة ب 96 ميدالية (33 ذ – 32 ف – 31 ب).
وتجدر الإشارة إلى حصول فلسطين على المركز الرابع عشر بمجموع 11 ميدالية منها (فضية و10 برونزيات).
وأجلت الدورة الـ10 للألعاب العربية إلى سنة 2004 التي كان من المقرر تنظيمها بالجزائر في سبتمبر 2003 حيث طلبت الجزائر رسميا تأجيلها بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب الجزائر ذلك العام وبالتالي أجلت للفترة الممتدة ما بين 24 سبتمبر و8 أكتوبر 2004 بمشاركة 3100 رياضي يمثلون 22 بلدا تنافسوا في 26 نوعا رياضيا.
وتصدرت الجزائر جدول الميداليات بنيلها 267 ميدالية منها 91 ذهبية متقدمة على مصر بـ182 ميدالية منها 81 ذهبية.
وجرت الدورة الموالية للألعاب عام 2007 (11 – 25 نوفمبر) أي بعد ثلاث سنوات والتي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة 1700 رياضي من 22 بلدا في 56 منافسة رياضية بالإضافة لرياضة المعاقين.
وبطبيعة الحال، احتل البلد المنظم، الصف الأول بمجموع 337 ميدالية منها 148 ذهبية، فيما جاءت الجزائر ثالثة برصيد 124 ميدالية (30 ذ – 43 ف – 51 ب).
و حطت الألعاب العربية هذه المرة الرحال ولأول مرة بالخليج العربي وبالضبط في الدوحة القطرية (9 – 23 ديسمبر 2011) بمشاركة 21 بلدا في غياب سوريا.
في قطر، واصلت مصر هيمنتها الرياضية باحتلالها المرتبة الأولى بمجموع 231 ميدالية منها ذهبية، فيما تراجعت الجزائر للمركز الخامس ب 88 ميدالية (16 ذ – 31 ف – 41 ب)، وراء البلد المنظم قطر (106 ميدالية (من بينها 27 ذهبية).
وبعد 12 عاما من الركود، تعود الألعاب من جديد من بوابة الجزائر بعد قرار لجان الوطنية الأولمبية العربية يوم 14 مارس 2022، حيث حدد تاريخ إجرائها يوم 5 جويلية المتزامن مع الذكرى الواحدة والستين لاستعادة حريتها، والتي ستتواصل حتى 15 يوليوعلى مستوى خمس مدن وهي: الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة وتيبازة، حيث ينتظر مشاركة 21 بلدا عربيا.
وفي حصيلة إجمالية للميداليات منذ نسختها الأولى تحتل مصر المركز الأول بمجموع 1422 ميدالية (621 ذ – 426 ف – 375 ب)، متقدمة تونس (801 ميدالية)، بينما جاءت الجزائر في الصف الرابع ب 881 ميدالية (255 ذ – 305 ف – 321 ب) رغم بداية مشاركاتها الرسمية عام 1965. (واج)