تتجه الانظار مساء اليوم الى ملعب “نيلسون مانديلا” بالعاصمة الذي سيحتضن حفل افتتاح كأس افريقيا لأقل من 17 سنة وبعدها مواجهة أشبال “الخضر” ومنتخب الصومال حيث يطمح أشبال المدرب رزقي رمان الى تحقيق هدفين رئيسيين، وهما ضمان بلوغ المربع الذهبي ومعه الظفر بتأشيرة التأهل الى المونديال، وبعدها التفكير في البحث عن كيفية تنشيط المواجهة النهائية والمنافسة على اللقب.
تحتضن الجزائر كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة حيث ستكون أمام فرصة تأكيد امكانياتها التنظيمية الكبيرة لهذا الحدث الرياضي الافريقي الكبير حيث تعد البطولة التي تنطلق اليوم ثالث منافسة كبيرة تنظمها الجزائر في أقل من سنة بعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران وبطولة افريقيا للاعبين المحليين جانفي الماضي. أضحى تنظيم الاحداث الرياضية الكبرى أمرا طبيعيا بالنسبة للجزائر التي نجحت في رفع التحدي خلال المواعيد الماضية، ويرتقب ان يستمر التألق والنجاح الباهر خلال كأس افريقيا لأقل من17 سنة، خاصة ان الإمكانيات متوفرة سواء تعلق الأمر بالملاعب أو ما يساهم في نجاح هذه التظاهرة الرياضية الكبيرة. تم توفير كافة الإمكانيات اللازمة من أجل إنجاح هذا الحدث القاري، ولإعطاء أجمل صورة عن الجزائر من حيث قدرتها على تنظيم هذه الاحداث الرياضية التي تحظى بمتابعة كبيرة ومن أهم الإمكانيات المتوفرة نجد الملاعب التي ستجري عليها المنافسة في كل من العاصمة، قسنطينة وعنابة. سبق للجزائر ان نظمت هذا الحدث القاري في سنة 2009 حيث وصل حينها المنتخب الوطني الى المباراة النهائية وخسر أمام المنتخب الغامبي إلا انه نجح في بلوغ المونديال وهو الهدف المهم من المشاركة، إضافة الى المنافسة على اللقب والذي يبقى أمرا مؤكدا بالنظر الى عاملي الأرض والجمهور. المنتخب الوطني يقص شريط مبارياته بمواجهة منتخب الصومال ويسعى “الخضر” لتحقيق الفوز حيث سيكون الانتصار أفضل انطلاقة لأشبال رزقي رمان في المنافسة قبل خوض غمار المباريات الأخرى المتبقية، علما ان المنتخب الوطني متواجد في مجموعته رفقة كل من الصومال والسنغال إضافة الى الكونغو، حيث تبدو المجموعة أنها متوازنة ولكن رغم هذا لا يجب التفريط في النقاط الثلاث خلال مواجهة الافتتاح أمام منتخب الصومال.
تحضيرات المنتخب الوطني لهذا الحدث القاري جرت على مراحل متقطعة حيث حرص الجهاز الفني على الرفع من المستوى الفني تدريجيا، وهذا من خلال التربصات المغلقة من جهة والمباريات الودية من خلال الاحتكاك مع مختلف المدارس الكروية من جهة أخرى، وهو الأمر الذي ساهم في الرفع من المستوى الفني للاعبين. اختتم المنتخب الوطني تحضيراته من خلال مواجهة منتخب بوركينافاسو على مرتين وهما المواجهتان اللتان منحتا المدرب رمان نظرة شاملة عن اللاعبين والعناصر التي يستطيع المراهنة عليها في التشكيلة الأساسية، بداية من مباراة الصومال في افتتاح مباريات المنتخب في المنافسة. احتك أشبال رمان مع مختلف المدارس الكروية حيث كان المنتخب قد شارك في دورة دولية ودية ضمت منتخبات كبيرة ولها مستوى جيد في هذه الفئة على غرار منتخب اليابان ومالي الذي سبق له التتويج باللقب في 2017، إضافة الى منتخب جزر القمر وكانت المشاركة إيجابية من الناحية الفنية بغض النظر عن النتيجة، خاصة ان الأهم في المواجهات والدورات الودية هو تطوير مستوى اللاعبين وتجريب العناصر التي لا تشارك كثيرا من أجل حسم مصيرها مع التشكيلة.
اختار رمان خليطا من اللاعبين منهم من ينشط في الجزائر وعدد قليل من المحترفين خارج الوطن حيث نالت أكاديمية “الفاف” حصة الأسد من عدد اللاعبين المتواجدين في القائمة، وبعدما تأتي أكاديمية نادي بارادو حيث يراهن رمان كثيرا على الانسجام بين اللاعبين، وهو الامر الذي سينعكس إيجابا على المستوى الفني للمنتخب. يراهن رمان كثيرا على مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين من أجل منح الإضافة للمنتخب وترجيح كفته بداية بمواجهة اليوم أمام الصومال حيث يتقدم اللاعبين المحترفين مهاجم ليون بهلولي الذي يعد من أبرز اللاعبين المتواجدين في القائمة وهو عنصر أساسي غالبا ما راهن عليه رمان في المباريات الماضية.
نجم الزمالك المصري زياد هو الآخر يعد من اللاعبين الطامحين في جعل هذه البطولة الانطلاقة الحقيقية بالنسبة له من أجل التواجد مستقبلا مع المنتخب الأول حيث استفاد اللاعب كثيرا من تجربته في الزمالك ويسعى لاستثمار الخبرة التي اكتسبها هناك من خلال توظيفها لصالح المنتخب في كأس افريقيا.
من بين أهم عوامل نجاح تنظيم أي بطولة هو الحضور الجماهيري وعلى غرار ما حدث في الألعاب المتوسطية بوهران وبطولة افريقيا للاعبين المحليين يتمنى المنظمون ان يكون الحضور الجماهيري كبيرا خلال مباريات كأس افريقيا لأقل من 17 سنة، وهذا للمساهمة في إنجاح الحدث من الناحية الرياضية.
من حيث الهياكل الرياضية الأمور تسير على ما يرام حيث أضحت الملاعب الثلاثة التي ستجري عليها مباريات البطولة جاهزة تماما، ويتعلق الأمر بكل من ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة وملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة إضافة الى ملعب 19 ماي 1956 بعنابة، وهو الامر الذي سيزيد لا محالة من نجاح الدورة.
لم يقتصر الامر على الجانب الرياضي من أجل إنجاح الدورة حيث وضعت اللجنة المنظمة برنامجا سياحيا ثريا على شرف الوفود المشاركة من أجل استغلال تواجدها في الجزائر والترويج للوجهات السياحية المتواجدة هنا على أمل ان يكون لهذا الامر صدى مستقبلا حيث لا يجب تفويت فرصة تواجد العديد من البعثات والوفود الأجنبية دون تعريفها بما تزخر به الجزائر من مرافق وأماكن سياحية جذابة.