تمر 36 سنة على تتويج نادي مولودية وهران (مولودية نفط وهران آنذاك) بلقب بطولة إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس لكرة اليد (رجال) في نسختها الثالثة بمدينة بورسعيد المصرية بين 25 فيفري و 01 مارس 1987.
تتزامن هذه الذكرى مع أصعب مرحلة تمر بها المولودية في تاريخها.
أعادت ذكرى التتويج القاري لـ”الحمراوة” إلى الأذهان الفترة الذهبية لكرة اليد الوهرانية التي ذاع صيتها على الصعيدين الإفريقي والعربي بفضل ثلة من النجوم ساهموا أيضا في صنع أمجاد المنتخب الوطني لسنوات الثمانينيات والتسعينيات وفي مقدمتهم الثنائي عبد الكريم بن جميل ومصطفى دوبالة.
ويتأسف الجميع في عاصمة الغرب الجزائري للحالة المزرية التي يتواجد عليها حاليا فريق مولودية وهران لكرة اليد الذي يواصل سلسلة تعثراته في البطولة الممتازة حيث سجل أمس الجمعة خسارته السادسة على التوالي في ست مباريات محتلا بذلك الصف التاسع والأخير لمجموعته الثالثة.
وأضحى الوهرانيون أكبر المهددين بالسقوط إلى القسم الأول في نهاية الموسم الجاري، وهو المصير الذي تجنبوه الموسم الفارط بعد اعتماد الاتحادية الجزائرية للعبة نظام جديد للمنافسة تمخض عنه إلغاء النزول.
لكن الأمور تختلف هذه المرة ولن يكون بمقدور ”الحمراوة” تجنب العودة إلى الدرجة الثانية التي كانوا قد غادروها منذ موسمين، سيما في ظل المشاكل المالية الكبيرة التي يتخبط فيها النادي سواء على الصعيد الإداري أو الرياضي.
وعادت المولودية أمس تجر أذيال الخيبة من تنقلها إلى بشار حيث انهزمت أمام رائد ترتيب المجموعة الثالثة فريق شبيبة الساورة (29-20)، لتقبع بذلك في مؤخرة الترتيب وبناقص نقطة واحدة، باعتبار أنها خسرت مباراة الجولة الأولى من البطولة بالغياب.
ويعتبر التتويج الإفريقي لمولودية وهران المحقق سنة 1987 الانجاز القاري الأول و الوحيد لهذا النادي والانجاز الخارجي الثالث له بعد فوزه بلقب البطولة العربية للأندية أبطال الدوري سنتي 1983 و 1984.
وعرفت تلك النسخة مشاركة ستة فرق هي مولودية وهران، الزمالك المصري حامل لقب النسخة الأولى سنة 1985، نادي بور سعيد المصري، نيجر يونايتد النيجيري حامل لقب النسخة الثانية سنة 1986، ميني سبور بوان نوار الكونغولي وسوكوتو ريما النيجيري.
وفرض أبناء الباهية سيطرتهم على المنافسة وتوِّجوا باللقب بالعلامة الكاملة (10 نقاط) بعد الفوز بخمس مباريات (سجَّلوا 104 هدف / استقبلوا 77 هدف / الفارق: +27).
ونصَّب اللاعب الدولي السابق عبد الكريم بن جميل آنذاك نفسه هدافا لفريق مولودية وهران في تلك النسخة بـ 28 هدفا متبوعا بزميله نصر الدين بن سجراري، المناجير الحالي لفرع كرة اليد، بـ 23 هدفا ومصطفى دوبالة بـ 14 هدفا.
وفي تصريح لوأج تأسف عبد الكريم بن جميل كثيرا للوضعية الحالية التي يتواجد عليها ناديه، مؤكدا بالمقابل بأنه ”غير متفاجئ” لذلك، مضيفا بأن ما وصلت إليه الأمور في المولودية ”نتيجة منطقية لسوء التسيير الذي يميز النادي منذ عدة سنوات”.
كما ندد الرئيس السابق للجنة المؤقتة لتسيير الاتحادية الجزائرية لكرة اليد بما وصفه بالتهميش الذي تعرض له رفقة زملائه السابقين للجيل الذهبي للكرة الصغيرة في وهران، ما دفعهم للابتعاد كليا عن النادي.
ويرأس بن جميل حاليا النادي الرياضي الهاوي ”كاسطور” الذي أسسه رفقة لاعبين سابقين في المولودية، وهو نفس النهج الذي انتهجه زميله السابق في المولودية والفريق الوطني، مصطفى دوبالة، الذي أسس بدوره نادي ودادية الكرة الوهرانية للسيدات، والذي صعد هذا الموسم للقسم الممتاز.
ويسعى اللاعبون السابقون لمولودية وهران لتوظيف خبراتهم في تكوين الجيل الصاعد، بعدما أوصدت أمامهم أبواب النادي الذي ترعرعوا فيه وصنعوا له اسما في الساحة الدولية، على حد تعبير بن جميل.