توج المنتخب السنغالي ببطولة افريقيا للاعبين المحليين بعد فوزه، سهرة امس، على المنتخب الوطني بركلات الترجيح في المواجهة التي جرت بينهما على ارضية ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، حيث ضيع محيوص ضربة الترجيح في السلسلة الأولى بعدما كان المنتخب الوطني متقدما في ضربات الترجيح، قبل ان يضيع محيوص الركلة الحاسمة، حيث يبقى التنظيم الجيد للبطولة من أهم المكاسب التي ستعزز، لا محالة، من حظوظ الجزائر في احتضان “كان” 2025.
حفل الختام كان في المستوى المطلوب، حيث لاقى استحسان الجمهور الغفير الذي غضت به مدرجات ملعب نيلسون مانديلا بالعاصمة، خاصة ان العروض كانت فنية في البداية ثم تلتها عروض اخرى. والامر المميز هو اللوحات الرائعة التي رسمها الجمهور من خلال انارة كل الحضور لهواتفهم النقالة تزامنا مع اطفاء اضواء الملعب وهو ما جعل الصور في غاية الجمال.
بداية حفل الختام كانت بالاغاني التي قدمها ثلة من ابرز الفنانين وهو الامر الذي تفاعل معه الجمهور الحاضر بقوة وردد الاغاني التي كان يؤديها المغنيون على ارضية الملعب.
نهاية حفل الختام كانت بالالعاب النارية التي دوت في ارجاء الملعب وعلى سطحه في تناسق كبير مع الموسيقى التصويرية التي كانت تعزف وهو ما زاد من قيمة الحدث خاصة ان الالعاب النارية.
قبل بداية المباراة تم الاعلان عن التشكيلة التي سيخوض بها المنتخب الوطني للاعبين المحليين المباراة النهائية والتي عرفت إجراء تغييرين مقارنة بالمواجهة الاخيرة من خلال اعادة الحارس قندوز الذي عاد الى مكانته الاساسية بعد ان غاب عن المنتخب في مواجهة نصف النهائي وجزء كبير من مباراة ربع النهائي التي طرد فيها.
التغيير الذي كان مفاجأة للمتابعين هو إدخال بكير مكان قندوسي الذي بقي على مقاعد البدلاء ورغم ان قندوسي أدى ما عليه خلال المباريات الماضية ولكن المدرب له رأي آخر وهو الذي يعيش مع اللاعبين وبالتالي هو ادرى بالحالة الفنية والمعنوية والبدنية للاعب قندوسي.
حافظ المنتخب الوطني على الخطة المنتهجة خلال المباريات الماضية من خلال اشراك ثلاثة لاعبين في الدفاع ويتعلق الامر بكل من كداد وعبد اللاوي، اضافة الى بلعيد مع منح الثنائي لعوافي وبلخيثر الحرية في المساندة الهجومية للاعبي الخط الامامي، بالنظر لقوة المنافس الذي يلعب ككتلة واحدة.
خطا الوسط والهجوم كان عليهما القيام بدور كبير من اجل الضغط على المنافس، خاصة ان هذا الاخير يمتلك لاعبين مميزين في مختلف الخطوط وهو الامر الذي كان يعرفه جيدا الناخب الوطني مجيد بوقرة، حيث عمل على وضع الخطة المناسبة من اجل تقليل خطورة لاعبي السنغال.
بداية المباراة كانت متوازنة الى حد بعيد بين المنتخبين اللذين تداولا على الهجمات وكانت الربع ساعة الاولى عبارة عن سجال بين اللاعبين على ارضية الميدان والتنافس كان كبيرا على من يأخذ المبادرة، الا ان الامور كانت متوازنة حيث حاول كل طرف القيام بما يستطيع من اجل تحقيق الانتصار وهذا بتسجيل هدف السبق.
الصراع البدني كان العلامة الفارقة خلال الشوط الاول واهم ما ميز اطواره هو التنافس القوي والاندفاع البدني من المنتخبين على ارضية الميدان، حيث كان التركيز كبيرا من طرف اللاعبين على كيفية السيطرة على ارضية الميدان وامتلاك الكرة قبل الانطلاق في الهجمات.
استغل لاعبو السنغال الفراغ الذي كان يتركه كل من لعوافي وبلخيثر عند الصعود من اجل مساعدة الهجوم وهو ما جعل الخطورة تنتقل بسرعة الى منطقة المنتخب الوطني، رغم انه لم يتم تسجيل فرص خطيرة على مرمى الحارس الكسيس قندوز الا ان الاندفاع الهجومي للمنافس كان مثيرا للانتباه.
عرفت ربع ساعة الاخيرة من الشوط الاول تسجيل مجموعة من الفرص المتتالية للمنتخب الوطني، خاصة بعدما تحرر اللاعب بكير من الضغط وظهر بمستواه المعهود حيث صنع الفارق على الجهة اليمنى رفقة زميله في شباب بلوزداد مختار بلخيثر الذي ظهر بمستوى مميز خلال الشوط الاول عكس زميله لعوافي.
لعوافي لم يجد المساندة التي وجدها بلخيثر، خاصة ان مزيان كان بعيدا عن مستواه وضيع الكثير من الكرات والتمريرات التي لم تكن صحيحة حيث اثر هذا الامر كثيرا على توازن المنتخب، بما ان الضغط الهجومي تركز كثيرا على الجهة اليمنى التي قادها الثنائي بلخيثر وبكير.
بداية الشوط الثاني كانت مغايرة لنهاية الشوط الاول حيث تخلى المنتخب الوطني عن استراتيجية الضغط التي انتهجها خلال الربع ساعة الاخير من الشوط الاول وكان الجميع يعتقد ان المنتخب الوطني سيبدأ الشوط الثاني بنفس الطريقة التي انهى بها الشوط الاول، الا ان العكس هو الذي حدث.
مر المنتخب الوطني للاعبين المحليين بفترة فراغ خلال المرحلة الاولى من الشوط الثاني، حيث سيطر منتخب السنغال على اطوار هذه الفترة ولكن خطورته لم تصل الى الحارس قندوز الذي لم يتصد لاي كرة خطيرة الا ان السيطرة كانت واضحة للاعبي السنغال على هذه الفترة من المباراة.
استغل المنافس فترة الفراغ التي مر بها المنتخب الوطني لكنه لم يجسد هذه السيطرة الى اهداف وهذا من خلال تسجيل هدف السبق لكنه لم ينجح في هذا الامر بسبب التدخلات الموفقة لثلاثي الخط الخلفي بقيادة كداد وعبد اللاوي، اضافة الى بلعيد الذين دافعوا بقوة عن مرمى المنتخب.
الناخب الوطني مجيد بوقرة أحس بالخطر فقام باجراء التغيير الاول من خلال اقحام أحمد قندوسي مكان بكير الذي لم يظهر بمستواه المعهود خلال الشوط الثاني، حيث لم يلعب دوره على أكمل وجه، خاصة من الناحية الدفاعية حيث كان يترك فراغات كبيرة خلفه ولا يقوم بدعم زملائه.
دخول قندوسي كان من اجل منح التوازن لخط الوسط بعد ان عانى كل من دراوي ومريزيق من الضغط ونقص الدعم والمساندة وهو الأمر الذي جعلهما يبذلان مجهودات بدنية كبيرة من اجل تعويض نقص المساندة والدعم في تغطية الفراغات التي يتركها لاعبي الهجوم.
النقطة السلبية في هجوم المنتخب هو اللعب الفردي لمزيان وكان كثير الاحتفاظ بالكرة، الامر الذي قلل كثيرا من خطورته ودوره من الناحية الهجومية وكان على بوقرة التحرك مبكرا من اجل إخراجه ومنح الفرصة للاعب آخر يكون اكثر جماعية في اللعب من اجل منح الهجوم القوة اللازمة.
ضغط المنتخب الوطني خلال اللحظات الاخيرة من المباراة على امل التسجيل حيث انحصرت الكرة في منطقة السنغال لفترة من الزمن الا ان المحاولات لم تكن بالخطورة اللازمة بسبب التسرع وسوء التركيز، ما حرم المنتخب من امكانية افتتاح باب التسجيل.
ضيع مريزيق الكثير من الكرات وكان من الواضح انه في غير حالته الفنية والبدنية حيث لم يقدم المساندة اللازمة هجوميا وحتى دفاعيا، ضيع الكثير من الكرات السهلة من خلال التمريرات الخاطئة التي كانت لصالح المنافس.
انتهت المباراة بالتعادل السلبي، واحتكم المنتخبان الشوطين الاضافيين، حيث ميز المباراة التكافؤ الكبير بين المنتخبين رغم افضلية بسيطة للمنافس في مجال الهجومات المرتدة ومن حسن الحظ ان لاعبيه لم يكونوا يتميزون بالتركيز العالي داخل منطقة العمليات.
الشوط الاضافي الاول عرف دخول المنتخب الوطني بقوة حيث ظهر مزيان بفضل توغلاته وكان من الواضح ان الناخب الوطني مجيد بوقرة تحدث معه عقب نهاية المباراة من اجل حثه على اللعب بجماعية أكبر وهو ما حدث خلال الشوط الاضافي الاول، حيث لعب مزيان دورا كبيرا في الهجمات التي ضغط من خلالها المنتخب على المنافس داخل منطقته.
العامل البدني كان له دور كبير في ترجيح كفة منتخب على آخر، لكن في مواجهة المنتخب الوطني ونظيره السنغالي التأثر من الناحية البدنية لم يكن كبيرا وكان من الواضح ان المنتخبان محضرين بطريقة جيدة للمواجهة من كل النواحي، خاصة من الجانب البدني بما ان الوصول الى الاشواط الاضافية كان أمرا ممكنا.
المنتخب السنغالي لم يظهر كثيرا خلال الشوط الاضافي الاول وحاول بكل ما أوتي من قوة الحفاظ على نظافة شباكه، خاصة ان المنتخب الوطني حاول بكل ما أوتي من قوة التسجيل من خلال الضغط الهجومي، الا ان محاولاته باءت بالفشل بسبب حسن تمركز دفاع المنافس من جهة وقوة الحارس من جهة اخرى.
الشوط الاضافي الثاني لم يكن مختلفا عن الاول رغم انه عرف الكثير من النرفزة والاحتجاجات على الحكم من طرف لاعبي المنتخب الوطني بسبب تسامحه الكبير مع تدخلات لاعبي السنغال، حيث فلت اكثر من لاعب من الطرد بسبب رفض الحكم منحهم البطاقة الصفراء الثانية.
انتهى الشوط الاضافي الثاني ليحتكم المنتخبان الى ركلات الترجيح وكانت الانظار موجهة على وجه الخصوص الى الحارس قندوز ونظيره من السنغال، خاصة ان دورهما سيكون كبيرا في تحديد هوية المنتخب المتوج.