حقق المنتخب الوطني للاعبين المحليين تأهلا مستحقا إلى نهائي “الشان”، بعد فوزه، مساء الثلاثاء، على نظيره منتخب النيجر، بنتيجة خمسة أهداف دون مقابل في المباراة التي جرت على أرضية ميدان ميلود هدفي بوهران، الذي سجل حضورا مكثفا لأنصار المنتخب الوطني الذين حضروا من مختلف ربوع الوطن من اجل مساندة أشبال بوقرة للفوز والتأهل الى النهائي وهو الأمر الذي حدث بالنتيجة والأداء.
كان الشوط الاول من المباراة بمثابة الشوط المثالي بالنسبة للمنتخب الوطني الذي تمكن من تسجيل أربعة اهداف كاملة وهو ما جسد السيطرة المطلقة لاشبال بوقرة الذين صالوا وجالوا خلال 45 دقيقة الأولى وأرهقوا المنافس الذي استسلم للأمر الواقع مبكرا.
تراجع مستوى المنافس، بحسب الاختصاصيين، كان بسبب قوة المنتخب الوطني وهو الأمر الأقرب للحقيقة، خاصة أن المنتخب الوطني يكون قد لعب المباراة المثالية له.
حافظ الناخب الوطني مجيد بوقرة على نفس الخطة والتعداد الذي لعب به المباريات الماضية، مع تغيير وحيد اضطراري وهو تواصل تواجد شعال في حراسة المرمى بسبب العقوبة المسلطة على الحارس ألكسيس قندوز الذي طرد خلال المباراة الماضية بعدما تلقيه البطاقة الحمراء.
النهج التكتيكي المعتمد كان نفسه الذي لعب به المنتخب خلال المباريات الماضية من خلال انتهاج خطة 3-4-2-1 مع تكثيف التواجد في وسط الميدان من اجل حرمان المنافس من الكرة، الأمر الذي حدث، حيث كان حامل الكرة في منتخب النيجر كل مرة يجد نفسه أمام ضغط كبير.
العلامة الفارقة، أمس، كان المستوى المميز الذي ظهر به الظهيران من الجهة اليمنى مختار بلخيثر وعلى الجهة اليسرى لعوافي، حيث ساهما إلى حد كبير في تجسيد السيطرة الكاملة للمنتخب خلال الشوط الأول على المنافس، خاصة من الناحية الهجومية، حيث كان المنافس يجد صعوبات في كل مرة من أجل الخروج بالكرة.
النقطة الايجابية التي تحسب للناخب الوطني واللاعبين خلال الشوط الأول هو استغلال الكرات الثابتة بطريقة جيدة، حيث جل الأهداف جاءت من تنفيذ كرات ثابتة واستغلال عدم تمركز لاعبي المنافس بطريقة جيدة في الدفاع، الأمر الذي منح لاعبي المنتخب الوطني أفضلية هجومية نجح في تجسيدها من خلال تسجيل أربعة أهداف كاملة.
النجاعة الهجومية كانت حاضرة وكانت نقطة ضعف المنتخب الوطني للاعبين المحليين حيث وبعد أربع مباريات بدأ الانسجام يتشكل ويزداد بين اللاعبين، ما انعكس إيجابا على المستوى الفني للمنتخب، خاصة خلال مواجهة النيجر.
أيمن محيوص كان نجم الشوط الأول بدون منازع بعدما سجل ثنائية وأصبح من أهم اللاعبين المرشحين للظفر بلقب هداف “الشان” وهي الغاية التي يصبو إليها اللاعب، خاصة أنه عانى كثيرا من تراجع مستواه بسبب الإصابات، إلا أن الأمور سارت معه بطريقة أفضل خلال الفترة الماضية وزادت ثقة الناخب الوطني في قدراته من رغبته في التألق والتسجيل وهو الأمر الذي حدث.
زكريا دراوي هو الآخر كان من نجوم الشوط الأول، حيث نجح لاعب شباب بلوزداد في منح الإضافة الهجومية التي كان المنتخب الوطني للاعبين المحليين يبحث عنها خلال المباريات الماضية، إلا أن الأمور أصبحت أفضل أمام النيجر بفضل العمل الكبير الذي قام به دراوي في الوسط سواء من الناحية الهجومية أو الدفاعية.
لاعبون آخرون تألقوا في الشوط الأول، على غرار عبد الرحمان مزيان الذي نجح في البروز والتألق من خلال تقديم كرات على طبق للهجوم، كما نجح في عملية الاختراق من خلال الاعتماد على سرعته وفنياته الكبيرة ويبدو ان تسجيل الأهداف حرر كل اللاعبين، وضمان التأهل مبكرا جعل العناصر الوطنية تتحرر من الناحية النفسية.
الشوط الأول انتهى بتفوق المنتخب الوطني للاعبين المحليين على نظيره منتخب النيجر بأربعة أهداف، تداول على تسجيلها المدافع عبد اللاوي ومحيوص الذي أحرز ثنائية بينما كان الهدف الرابع مشتركا بين المدافع بلعيد وأحد لاعبي النيجر الذي ارتطمت الكرة به قبل الدخول الى الشباك.
بداية الشوط الثاني عرفت دخول المنافس بقوة من أجل تسجيل هدف تقليص الفارق، خاصة انه يدرك ان العودة في النتيجة تتطلب تسجيل هدف على الأقل من اجل عودة المعنويات ومعها عودة الروح لمنتخب النيجر، الذي ظهر بمستوى متواضع، إلا أن لاعبيه أرادوا بكل قوة العودة في النتيجة.
الحارس شعال كان في راحة خلال الشوط الأول، حيث لم يتلق أي كرة خطيرة، عكس ما كان عليه الحال خلال الشوط الثاني الذي عرفت بدايته رؤية الحارس شعال لأكثر من مرة يتدخل من اجل إخراج الكرات التي كانت تصله من هجوم النيجر، لكن تركيزه كان كبيرا، الأمر الذي جعله ينجح في الحفاظ على نظافة شباكه.
مدرب منتخب النيجر استكمل التغييرات التي بدأها خلال الشوط الأول من خلال إجراء تغييرين كانا الأخيرين على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه وتسجيل هدف أو اثنين يسمح لمنتخب النيجر بالخروج من المباراة بشرف عوض بقاء النتيجة على حالها أي أربعة أهداف دون رد.
في المقابل قام الناخب الوطني مجيد بوقرة بإجراء أربعة تغييرات دفعة واحدة من خلال الاعتماد على كل من غزالة والطاهر، إضافة الى بايزيد وبعوش وكان الهدف واضحا بالنسبة للناخب الوطني وهو منح العناصر التي دخلت وقتا كافيا للعب وإظهار إمكاناتها، مع الحفاظ على العناصر التي خرجت والتي أدت ما عليها وسيكون من الضروري إراحتها بما ان النتيجة حسمت والتأهل أصبح بين أيدي اللاعبين.
واصل منتخب النيجر ضغطه، مع تراجع واضح للمنتخب الوطني للاعبين المحليين حيث ظهرت الثغرات على التشكيلة، مع إيجاد صعوبة كبيرة في الخروج بالكرة وهو ما كان منتظرا بسبب غياب الانسجام والتكامل بين اللاعبين، خاصة ان التغييرات التي قام بها الناخب الوطني ساهمت في هذا، إلا أن الأهم هو الحفاظ على النتيجة وتسيير المباراة بنجاح.
الأمر الايجابي هو مواصلة تألق الظهيرين الأيمن والأيسر خلال الشوط الثاني بالنسبة للمنتخب الوطني، حيث سجل اللاعب لعوافي هدفا جميلا، إلا أن الحكم رفضه بسبب لمس أحد اللاعبين الذين كان في وضعية تسلل الكرة الأمر الذي حرم لعوافي من تسجيل هدف جميل يعكس الحالة الفنية والمعنوية التي تواجد عليها خلال المباراة.
البدلاء كان لهم نصيب من غلة الأهداف بعدما نجح هداف اتحاد خنشلة سفيان بايزيد في تسجيل الهدف الخامس بعد عمل مميز من الثنائي بلخيثر ومريزيق الذي منح مهاجم المنتخب كرة على طبق وضعها بكل سهولة في الشباك واحتاج الحكم الى التأكد من غرفة “الفار” بصحة الهدف بعد الشك الذي حام حول امكانية تواجد مريزيق في وضعية تسلل قبل تمرير الكرة.
واصل المنتخب الوطني للاعبين المحليين تسيير المباراة بعد تسجيل الهدف الخامس وفي ظل تراجع المنافس قام الناخب الوطني مجيد بوقرة بمنح الفرصة للنجم الصاعد لاتحاد العاصمة آيت الحاج مكان عبد الرحمن مزيان، الذي أدى ما عليه خلال المواجهة وكان من العناصر التي ساهمت في حسم النتيجة.
انتهت المباراة بتفوق منطقي للمنتخب الوطني للاعبين المحليين الذي نجح في كسب الرهان وتحقيق تأهل تاريخي الى نهائي بطولة إفريقيا للاعبين المحليين وحقق أحد أهم الأهداف التي كان يصبو إليها قبل انطلاق الدورة وهو تنشيط المباراة النهائية، الامر الذي حدث حيث كان التأهل بالنتيجة والأداء أمام منتخب النيجر الذي يستحق التحية والتقدير بعد المستوى المميز الذي ظهر به خلال المباريات الماضية.