تأهل المنتخب الوطني للاعبين المحليين عن جدارة واستحقاق إلى نصف نهائي بطولة إفريقيا للاعبين المحليين عقب فوزه مساء أمس على نظيره الايفواري بـ1 – 0 .. الهدف الوحيد سجله المهاجم محيوص الذي رفع غلته من الأهداف إلى ثلاثة ومؤكدا نجاعته الهجومية.
حقق المنتخب الوطني للاعبين المحليين تأهلا مستحقا إلى نصف نهائي الـ«شان” على حساب منتخب ايفواري عنيد يمتلك مجموعة مميزة من اللاعبين الشبان، ورغم أن المباراة كانت متكافئة، لكن عزيمة وإرادة اللاعبين صنعت الفارق خلال اللحظات الأخيرة من المباراة، مستفيدين من الدعم الجماهيري الكبير بعد أن عرف الملعب تواجدا مكثفا للأنصار الذين أبوا إلا أن يتحدوا برودة الطقس من أجل دعم اللاعبين.
دخل المنتخب الوطني للاعبين المحليين المباراة بنفس التشكيلة التي واجه بها إثيوبيا من خلال اللعب بثلاث لاعبين في محور الدفاع، وهذا الأمر جاء من اجل منح التوازن للخط الخلفي خاصة أن المنافس يملك لاعبين مميزين في الهجوم، وهو الأمر الذي جعل بوقرة يدخل المباراة بتحفظ كبير.
المنافس هو الآخر حافظ على التشكيلة التي لعب بها معظم المباريات، رغم أن المدرب يمتلك لاعبين مميزين في مختلف الخطوط، لكنه كان يدرك انه مطالب باختيار التشكيلة المثالية خاصة انه يواجه صاحب الأرض والجمهور، والمرشح الأول من أجل الفوز باللقب القاري.
الحضور الجماهيري كان كبيرا حيث غصت مدرجات ملعب نيلسون مانديلا بالأنصار وكانت اللجنة المنظمة قد أكدت أن التذاكر نفدت قبل أيام من المواجهة، فالحضور الجماهيري الكبير كان منتظرا، وهذا من أجل منح المنتخب الوطني واللاعبين الدعم اللازم الذي هم في حاجة إليه.
أرضية الميدان كانت جيدة ولم تتأثر كثيرا بالأمطار التي تهاطلت خلال اليومين الماضيين على العاصمة.
الاندفاع البدني كان كبيرا من الطرفين خاصة أن الرهان كبير، وهو المنافسة على بطاقة التأهل إلى نصف النهائي، ويرى المتتبعون أن الفائز من المباراة ستكون له حظوظ كبيرة في التتويج باللقب، خاصة أن المنتخبين الوطني والإيفواري من أكبر المرشحين من أجل الفوز باللقب القاري .
بطل الشوط الأول كان الحكم الموريتاني بدون منازع، بعد أن طرد حارس المنتخب الوطني الكسيس قندوز، ولاعب من منتخب كوت ديفوار، وفيما يخص اللقطة التي طرد فيها قندوز بعد خطأ المدافع عبد اللاوي الذي استسهل الأمر أمام منافس لاعبوه متفطنون لكل الكرات، ومن الواضح أنهم دخلوا المباراة بتركيز عال، وكانوا حاضرين من الناحية النفسية.
بداية المباراة عرفت دخول المنتخبين بنية التسجيل، لكن الكرة بقيت لوقت طويل في وسط الميدان، ولم تكن هناك الكثير من الفرص الخطيرة، والملاحظ هو عدم تأثر لاعبي المنتخب الايفواري بالحضور الجماهيري الكبير والضغط الذي مارسه الأنصار حيث كان واضحا أن المدرب لعب دورا كبيرا في تحضير اللاعبين من الناحية النفسية، ليكونوا في الموعد يوم المباراة.
خلال ربع الساعة الأخير من الشوط الأول، ضغط المنتخب الوطني على نظيره الإيفواري على أمل التسجيل ونجح في صناعة بعض الفرص الخطيرة، لكن نقص التركيز وسوء اتخاذ القرار المناسب داخل منطقة العمليات حال دون التسجيل حيث لعب هذين العاملين دورا كبيرا في نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي.
أخطر فرصة للمنتخب الوطني خلال الشوط الأول صنعها اللاعب بلخيثر الذي توغل على الجهة اليمنى، وحاول بكل الطرق التسديد رغم أن الحارس كان قد أغلق كل الزوايا حيث فشل اللاعب في مسعاه وهو الأمر الذي كان متوقعا حيث كان عليه اتخاد القرار المناسب وهو تمرير الكرة إلى زميله محيوص الذي كان حرا من أي مراقبة.
نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي كانت نتيجة عادلة، خاصة أن المستوى كان متقاربا بين المنتخبين إلى ابعد الحدود، ومن الصعب منح أفضلية لمنتخب على آخر رغم أن أشبال بوقرة كانت لهم جرأة أكبر قبل نهاية الشوط الأول من خلال الضغط على المنافس، لكن النتيجة بقيت سلبية .
بداية الشوط الثاني لم تكن مختلفة عن الأول حيث عرف دخول المنتخبين بنية التسجيل وكان الاندفاع البدني كبيرا بين اللاعبين على أرضية الميدان من اجل الفوز بالكرة وهو ما جعل الحكم يتدخل في كل مرة من اجل فك الاشتباك بين لاعبي المنتخبين وهو ما قلل من عامل الفرجة بما ان اللعب كان يتوقف بين فترة أخرى.
لم يقم مدرب المنتخب الوطني بتغيير الخطة المتبعة حيث واصل اللاعبون الضغط على المنافس ولم يكن بانتظام حيث لم يقلل هذا الأمر من خطورة لاعبي المنافس الذين كانوا يستعملون الاورقة من اجل الاختراق ونجحوا في هذا الأمر أكثر من مرة ولكن الحارس شعال كان في المرصاد.
تواصلت محاولات المنتخب الوطني من اجل التسجيل حيث عرفت الدقيقة 66 تضييع اللاعب لعوافي لفرصة سهلة بعد ان عادت اليه الكرة عقب حدث ارتباك على مستوى دفاع المنافس الا انه سدد خارج المرمى وكان بامكانه التعامل معها بدقة اكبر لو ركز على كيفية وضعها في الشباك .
مستوى المنتخب الوطني تحسن كثيرا خلال ربع الساعة الاخير من الشوط الثاني حيث صنع اللاعبون العديد من الفرص على غرار ما قام به محيوص الذي نجح في ضرب الكرة برأسه نحو المرمى الا ان حارس مرمى المنافس كان في الموعد ونجح في التعامل مع الكرة بنجاح كبير.
الامر الذي صنع الفارق خلال هذه الفترة من المباراة هو العمل الكبير الذي قام به الثنائي لعوافي وبلخيثر حيث توغلا اكثر من اللازم في عمق منطقة المنافس وهو ما منح المنتخب افضلية عددية في الهجوم عكس المنافس الذي لم يقم بالتراجع نحو الخلف من اجل تامين المنطقة الدفاعية .
ضغط المنتخب الوطني تواصل على دفاع المنافس من اجل دفعه لارتكاب الاخطاء وهو الامر الذي حدث عندما توغل لعوافي على الجهة اليسرى ومنح كرة على طبق إلى محيوص الذي نجح في دفع المدافع إلى ارتكاب خطا داخل منطقة العمليات وبعد مد وجزر، وتدخل “ الفار “، الحكم الموريتاني منح هذا الأخير ضربة جزاء الى المنتخب الوطني نجح من خلالها اللاعب محيوص في تسجيل الهدف المنتظر .
محيوص الذي نجح في تسجيل ثالث اهدافه في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين ونجاحه كان كبيرا في التسجيل عن طريق ضربات الجزاء وهو العامل الذي وضعه بوقرة في الحسبان..