كشف رئيس لجنة تنظيم بطولة إفريقيا للمحليين رشيد أوكالي في حوار لـ“الشعب”، أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم يستعين بخبرة الجزائر في تسيير المنافسات الكبرى التي تحتضنها القارة من أجل الدفع بمحبوبة الجماهير نحو الأفضل والتطور أكثر.
تطرّق المسؤول الأول عن تنظيم الطبعة السابعة للشان إلى أهم الانطباعات التي أدلى بها ضيوف الجزائر منذ بداية الحدث إلى اليوم. أما عن تقييم مباريات المرحلة الأولى، أكّد أوكالي أنّها إيجابية وجرت في أفضل الظروف، وذلك راجع للعمل الذي قام به كل طرف من المعنيين كل في مكانه وحسب مهامه، الأمر الذي سمح للجماهير الرائعة التي كانت في الموعد في كل الملاعب للاستمتاع بفنيات المنتخبات المشاركة، في حين وصف الملاعب التي اكتسبتها الجزائر بالرائعة لأنّها أنجزت بمعايير عالمية أذهلت الاتحاد الأفريقي، ما سيدعم ملف الجزائر لاحتضان “كان” 2025، وعديد النقاط الأخرى ستكتشفونها حول هذا الحدث الهام.
كل الوفود أشادت بالتّنظيم المحكم والملاعب الرّائعة
الشعب: بما أنّك المسؤول الأول على لجنة التنظيم، هل أنت راض على الأمور التنظيمية لحد الآن؟
رئيس لجنة تنظيم بطولة إفريقيا للمحليّين رشيد أوكالي: بالنسبة للجانب التنظيمي يتواجد في الجزائر بمناسبة العرس الكروي الأفريقي للاعبين المحليين أكثر من 1800 ضيف أجنبي، وبعد الانطباعات المسجّلة من الضيوف، نحن جد راضون على ما وصلنا إليه لحد الآن، ونطمح للأحسن من خلال تدارك النقائص التي نسجلها في كل مرة، لأنه يجب أن يعرف الجميع أنّنا حضّرنا لهذه البطولة في ظروف صعبة جدا، حيث كنّا أمام تحد كبير مع الوقت بحكم الفترة الصغيرة التي كانت تفصلنا عن انطلاق الحدث، للوقوف على مدى جاهزية الملاعب وتطابقها مع المعايير الدولية المطالب بها من الهيئات الرياضية الكبرى في مثل هذه المنافسات، وكان هناك تحد آخر في التنظيم من الناحية الإدارية أين قمنا بتوظيف الخبرة المكتسبة من السابق، التأشيرات، قدوم الوفود واستقبالهم، النقل، الإيواء، الأكل، ملاعب التدريبات، الأمن، خطوط الطيران بين المدن المعنية باحتضان المباريات بكل من عنابة، قسنطينة، العاصمة ووهران، ولهذا وبعد التنسيق الكبير بين كل القطاعات المعنية بإنجاح الدورة بإمكاننا القول إنّنا راضون جدا لحد الآن ونطمح للأفضل.
حظوظ الجزائر كبيرة لاحتضان كان 2025
بعد جملة الاجتماعات التي تخلّلت بطولة “الشان”، ما هي قراءتكم للقرارات بين اللّجنة المنظّمة و«الكاف”؟
الأمور جيّدة لحد الآن لأنّنا نقوم باجتماعات يومية، وبصفة دورية بين اللجنة المنظمة للبطولة الأفريقية للمحليين والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، حيث سجّلنا ارتياحا كبيرا لمسؤولي “الكاف” من ناحية الظروف التي تجري على إثرها المنافسة منذ انطلاقها إلى غاية نهاية المرحلة الأولى، يأتي ذلك بعدما كانت بعض المخاوف لأنّ الجزائر لم تحتضن بطولة من هذا الحجم في كرة القدم لمدة طويلة أي منذ 1990، إلا أنّ الجميع تفاجأ لما وفّرته الجزائر من إمكانيات ضخمة لإنجاح الحدث، والذي فاق التوقعات بعدما وجدوا أفضل ممّا كانوا يرغبون فيه، أين يعيشون عرسا كرويا حقيقيا ضمن “الشان” في طبعته السابعة، وهذا شرف كبير لنا، لأنّ هذه التجربة ستساعدنا في التطور أكثر حتى نحتضن مواعيد أخرى كبرى في القريب العاجل بحول الله، وفي نفس الوقت الجزائر مستعدة من أجل مرافقة ومساعدة الاتحاد الأفريقي في تنظيم وإنجاح المواعيد التي تتعلق بكرة القدم حتى نرتقي أكثر بمحبوبة الجماهير في القارة الأفريقية مستقبلا لإعطاء صورة جيدة عن الجانب التنظيمي للاتحاد الأفريقي، هذه النقطة من أهم أهدافنا.
هل بإمكانك اطلاعنا على انطباعات الوفود بما أنّك قريب منهم؟
الأمور ممتازة لأنّ الجميع استحسن الظروف منذ الوصول إلى الجزائر، ولم نسجل أي شكاوى لحد الآن بل كل الوفود تستمتع بهذا العرس الكروي، حيث وجدوا كل ما يلزمهم بداية من التأشيرات إلى الاستقبال، النقل، الفندقة وملاعب للتدريب مثلما سبق لي ذكره، وهذا راجع للعمل الكبير الذي قامت به اللجنة المنظمة والدولة الجزائرية لإنجاح هذا الحدث الكبير الذي يجري من 13 جانفي إلى 4 فيفري 2023. ومن هذا المنبر أشكر كل ما ساهم في هذا الإنجاز لأنه ليس بالأمر السهل، ويتطلب عملا جماعيا وتنسيقا كبيرا بين كل القطاعات المعنية، ولهذا يمكن القول أن كل الأمور اللوجيستية والتنظيمية على أحسن وجه بشهادة الجميع خاصة ضيوف الجزائر، حتى الإعلاميين الذين غطوا الحدث نقلوا هذه الانطباعات، وأشادوا بما وفّرته الجزائر من إمكانيات ضخمة.
الجمهور أعطى صورة رائعة لدى الوفود المشاركة
ما هي قراءتك للجانب الفني للبطولة بعد نهاية مباريات المرحلة الأولى؟
المرحلة الأولى من المنافسة كانت ناجحة بكل المقاييس، وجميع النواحي التنظيمية وكذا الفنية بداية من الأرقام الخيالية لنسبة حضور الجمهور في مدرجات الملاعب التي احتضنت المباريات، حتى اللقاءات التي لا تتعلق بالمنتخب الوطني، الأمر الذي أدهش كل المنتخبات والوفود لأنّهم اكتشفوا شعبا مضيافا، ويحب كرة القدم لدرجة كبيرة جدا، الأمر الذي دفعه إلى تلبية الدعوة والحضور رغم صعوبة المأمورية نظرا لبرودة الطقس وتساقط الثلوج، وهناك أرقام قياسية حطّمت بالمقارنة مع طبعات سابقة بداية من التغطية الإعلامية التي كانت حاضرة بقوة، وأعطت بعدا عالميا للموعد وكانت متابعة من كل أنحاء العالم. أما بالنسبة للجانب الفني صحيح كانت بداية محتشمة من ناحية عدد الأهداف، إلا أن الأمور تغيرت مع مرور الجولات، وكانت فرجة حقيقية في كل الميادين، نفس الأمر بالنسبة للجانب التحكيمي الذي كان في المستوى، ولم نشهد أخطاءً تحكيمية لأن الجزائر وفّرت تقنية “الفار” من أول مباراة للمرة الأولى في هذه المنافسة، وهي سابقة لأنه حتى في بطولات “الكان” تدخل هذه التقنية في المرحلة الثانية، وهذا الأمر ساعدنا كثيرا في تفادي الأخطاء التحكيمية.
ملاعب جديدة وأخرى أعيد تهيئتها في ظرف قياسي لقيت إعجاب الجمهور..ماذا عن الاتحاد الأفريقي وضيوف الجزائر؟
بالنسبة للملاعب هي مفخرة للجزائر بكل صراحة لأنّها تتطابق مع المقاييس العالمية المطالب بها من “الفيفا” و«الكاف”، وتستطيع احتضان اي نوع من المنافسات الدولية مهما كانت بالنسبة للملاعب الأربعة، وهذا بشهادة الجمهور وضيوف الجزائر الذين حضروا المباريات في هذه الملاعب، وكذا كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأفريقي وصحفيين من مختلف دول العالم، هذه الشهادات أسعدتنا كثيرا لأن الجزائر قامت بعمل كبير من أجل تجهيز هذه المنشآت الرائعة من خلال التنسيق الدائم مع لجنة التنظيم لكي تكون بمقاييس عالمية وليس مؤقتة، الأمر الذي جعلنا في ارتياح ونحن ننتظر أن تجهّز ملاعب أخرى في صورة ملعب تيزي وزو، الذي سيكون تحفة هو الآخر بحول الله، وستدعم حظوظ الجزائر في احتضان بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم سنة 2025.
عن حظوظ الجزائر في نيل شارة تنظيم بطولة أمم أفريقيا 2025؟
صراحة وبناءً على تصريحات أغلب أعضاء الاتحاد الأفريقي من رؤساء اتحاديات ووفود أكّدوا أنّه بعد الأجواء التي عاشوها في الجزائر خلال “الشان”، من المحرج جدا حرمان جمهور رائع من الاستمتاع بفعاليات “الكان” بعدما صنع صورا خيالية ستبقى راسخة في أذهانهم، وناصروا كل المنتخبات بكل روح رياضية، خاصة أنّ الملاعب متطورة جدا جعلتهم يشعرون كأنّهم في ملاعب أوروبية التي ترقى لكي تكون مسرح المقابلات في الطبعة القادمة من العرس الأفريقي الذي ينتظره الجمهور كل سنتين، ولهذا فإن حظوظنا كبيرة جدا في نيل شارة التنظيم، ولهذا أطلب من الجمهور بمواصلة دعمنا بحضور المقابلات، واحترام النشيد الوطني لكل المنتخبات مثلما عوّدنا منذ بداية “الشان” لكي نرفع أكثر من سقف حظوظنا لكي نستضيف الحدث الكروي، لأنّ الشعب الجزائري متعطّش لمثل هذه المواعيد التي غابت لفترة طويلة.
وعن قرار تغيير المباراة التّرتيبية إلى عنابة بدلا من وهران؟
قرار تغيير المواجهة الترتيبية التي كانت مبرمجة بوهران إلى عنابة جاء بعد إعادة نظر تتعلق بمحاولتنا للسماح للجمهور العنابي للاستمتاع بأكبر عدد من اللقاءات، لأنّه بالمقارنة مع وهران التي شهدت 9 مقابلات لم تكن مباريات كثيرة في عنابة، ولهذا عملنا على إيجاد تكافؤ في البرمجة فقط، لأنّ وهران برمجنا بها مباراة نصف النهائي الخاصة بالمنتخب الوطني إذا تأهّل وهذا ما نأمله جميعا، أما بالنسبة للقرار المتعلق بالبرمجة قبل بداية المنافسة لأننا كنا متخوفين من عدم قدرة ملعبي عنابة وقسنطينة من احتضان عدد كبير من اللقاءات، الأمر الذي جعلنا نحدّد أكبر عدد بالعاصمة ووهران، ولكن بعدما شاهدنا الأرضية جيّدة، ولم تتأثّر بهطول الأمطار قرّرنا أن ننقل المباراة الترتيبية لأنّها الوحيدة التي نستطيع تغيير مكان إجرائها بما أنّها لا تتعلق بالمنافسة على اللقب. وأعتذر من الجمهور القسنطيني لأنّهم لم يشاهدوا لقاءات كثيرة، ونعدهم أنّنا سنبرمج مباريات أكثر مستقبلا، وأشكرهم على الالتزام بالحضور للملعب.
كيف كان التّحضير لبعض المبادرات على هامش المنافسة؟
صحيح كانت هناك مبادرات على هامش المنافسة على غرار حضور اللاعبين القدامى للمنصات الشرفية لمختلف الملاعب، وهذا أمر يشجّع اللاعبين المحليين من أجل تقديم مستوى أفضل، كما قمنا بأبسط شيء بالنسبة للعائلة التي تحدّت كل الظروف المناخية، وتابعت اللقاءات أين وجّهنا لها دعوة رسمية تشجيعا لها وتقديرا لوفائها حتى نعطي أجمل صورة، نفس الأمر بالنسبة للطفل الذي تحدّى الإعاقة وكان يرغب في حضور حفل الافتتاح، حيث سمحنا له بمتابعة المنتخب الوطني الذي يحبه كثيرا ومتعلق باللاعبين، وبالتالي فإنّ المبادرة كانت تشجيعية فقط لمواصلة مشاهدة العائلات في مختلف المدرجات فيما تبقى من مباريات “الشان” حتى نعطي أجمل صورة عن بلدنا الجميل والرائع، ونترك انطباعا إيجابيا لدى كل الوفود لأنّنا شعب يحب كرة القدم ومتعلق بها كثيرا.
