تُعدّ بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستجري بالجزائر بداية من الجمعة المقبل، فرصة مهمة لأندية الرابطة المحترفة الأولى من أجل اقتناص أبرز المواهب الصاعدة في القارة السمراء والتعاقد معها من أجل تقوية تشكيلتها خلال فترة الانتقالات الشتوية، حيث تضمّ المنتخبات المشاركة لاعبين من مستوى فني جيد يسمح لهم بالتطوّر خلال اللعب في بطولة الرابطة المحترفة الأولى، حيث سيشكلون استثمارا رياضيا وماليا للأندية الجزائرية.
تنطلق بطولة إفريقيا للاعبين المحليين الجمعة المقبل بالجزائر والفرصة تبدو مواتية للأندية الجزائرية من أجل التعاقد مع المواهب الصاعدة في القارة بحكم أن كل اللاعبين المشاركين ينشطون في البطولات المحلية لبلدانهم وهو مؤشر إيجابي، حيث يمكن إقناع بعض اللاعبين المميزين بالانتقال للعب في البطولة الوطنية خاصة أنه يدرك أنها ستكون محطة مهمة له للاحتراف في أوروبا بعد ذلك.
كانت الأندية الجزائرية قبل «الشان» تلجأ إلى الوسطاء الذين يقومون بترشيح العديد من اللاعبين في القارة السمراء من أجل الانتقال للرابطة المحترفة الأولى وهذا من خلال الاعتماد على أشرطة الفيديو التي تكون في الغالب لا تعكس بصفة دقيقة القيمة الفنية الحقيقية للاعب.
إجراء بطولة إفريقيا للاعبين المحليين ستكون فرصة مهمة للأندية الجزائرية من أجل معاينة اللاعبين عن قرب والتعرّف على مستواهم الحقيقي دون اللجوء إلى الوسطاء والاعتماد على أشرطة الفيديو التي تكون غالبا غير دقيقة، لكن خلال البطولة المقبلة الأمور ستكون مختلفة لأن اللاعبين سيكونون متاحين للجميع من اجل معاينتهم خلال المباريات التي ستجري في ملاعب العاصمة، وهران، قسنطينة وعنابة.
العناصر التي سيتمّ معاينتها بعد تألقها في «الشان» هي عناصر دولية ولا غبار عليها، حيث لن تجد الأندية الجزائرية أي حرج أمام الأنصار بما أن اللاعبين معروفين بحكم أنهم شاركوا في «الشان»، ولن يكون من الصعب على إدارات الأندية تأكيد تمتع اللاعب المراد التعاقد معه بصفة لاعب دولي.
تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، وامتلاك هياكل رياضية وفندقية من المستوى العالي، سيشجع اللاعبين المشاركين على خوض تجربة الاحتراف في البطولة الوطنية، لأنهم شاهدوا بأعينهم ما تتوفر عليه الجزائر من إمكانيات في جانب الهياكل الرياضية والفندقية.
يحلم الكثير من اللاعبين في القارة السمراء بخوض تجربة الاحتراف في الجزائر والتواجد هنا للمشاركة في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين عامل محفز لهم من أجل تقديم كل ما لديهم من الناحية الفنية على أمل إقناع أحد الفرق بالتعاقد معهم خلال الدورة أو على الأقل في نهاية الموسم.
الأندية الجزائرية من جهتها ستستفيد كثيرا من تنظيم بلادنا لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين خاصة أن الأجهزة الفنية للأندية ستكون أمام معرض مفتوح يضمّ أبرز المواهب الصاعدة في القارة السمراء ولن يكون من الصعب عليها التفكير في التعاقد مع أحد اللاعبين المتألقين في البطولة.
التعاقد مع لاعبين من «الشان» هو استثمار ناجح بكل المقاييس بالنسبة للأندية الجزائرية سواء استثمار رياضي من خلال التعاقد مع عنصر أو اثنين يساعد الفريق على تحقيق الأهداف المسطرة خلال الموسم من خلال تقديم الإضافة الفنية التي يحتاجها الجهاز الفني في مختلف الخطوط.
الاستثمار الآخر هو مالي، بحكم أن اللاعبين الذين سينضمون للأندية الجزائرية يتمتعون – دون شك – بمستوى فني مقبول يسمح لهم بالتطوّر والبروز، وهو الأمر الذي سيجلب انتباه أندية أوروبية أو عربية حيث تستثمر حينها الأندية الجزائرية في الأمر من خلال بيع عقد اللاعب بمقابل مالي معتبر.
مكاسب تنظيم كأس إفريقيا للاعبين المحليين كبيرة والجميع سيستفيد وعلى الأندية الجزائرية التحرّك مبكرا لاصطياد «العصافير النادرة».