خصّص الطاقم الفنّي للمنتخب الوطني للاعبين المحليين سنة 2022، لبناء نواة فريق قويّ تحضيرا لدخول غمار نهائيات البطولة الأفريقية «شان» الجزائر بقوة، المقرر انطلاقها مطلع السنة المقبلة، بداية من تاريخ 13 جانفي إلى غاية 04 فيفري، بأربعة مدن جزائرية يتعلق الأمر بكل من (الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة).
نجح المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية مجيد بوقرة، الحفاظ على مستوى المنتخب الوطني للمحليين بطل العرب السنة المنصرمة بقطر، حيث أعاد بناء نواة جديدة مشكلة فقط من اللاعبين الذين ينشطون بالرابطة المحترفة لكرة القدم، بسبب قوانين «الكاف» التي لا تسمح بمشاركة لاعبين جزائريين ينشطون ببطولات أخرى غير الجزائر، هو الذي خطف أول لقب لكأس العرب نظمت تحت لواء الاتحاد الدولي للعبة «فيفا»، بالنهائي الذي أقيم بتاريخ 18 ديسمبر 2021 بالدوحة ضد المنتخب التونسي.
التحضيرات لنهائيات البطولة الأفريقية انطلقت شهر أفريل المنصرم، ببرمجة أول تربص بثلاثين لاعبا بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، بقي منهم خلال التربص الذي اختتم منذ 6 أيام 14 لاعبا، بعدما تراجع مستوى البعض منهم على غرار كل من (مجادل، سعيدي، شعال، نساخ، خليف، دحامني، تيطراوي، كاسيس، مرزوقي)، بالإضافة إلى الثنائي بوقرة وشيخي اللذان لم يتمكنا من فرض نفسيهما بالتشكيلة الأساسية لفريق شباب بلوزداد، كما أنّ الرباعي (بن بوعلي، فريوي، بن سايح، دغموم) احترف بمختلف البطولات عبر العالم، في حين أنّ اللاعب بلال بن حمودة وافته المنية إثر حادث مرور أليم.
حصيلة مقنعة بـ 8 انتصارات و4 تعادلات وهزيمة
تمكن مهندس التتويج العربي من برمجة 6 تربصات خلال سنة 2022، وهو ما يعتبر إنجازا بالنظر إلى شحّ تواريخ الاتحاد الدولي للعبة، والبرمجة الكثيفة للفرق الجزائرية بمختلف المنافسات المحلية والقارية، نهاية الموسم المنصرم ومع حلول الموسم الكروي الجاري.
نظم الطاقم الفنّي للمنتخب الوطني للاعبين المحليين 13 مواجهة ودية خلال سنة 2022، تحضيرا لدخول نهائيات البطولة الأفريقية بقوة، قصد الذهاب لأبعد دور ممكن بالمنافسة القارية التي ستحتضنها الجزائر، بهدف الفوز باللقب في ثاني مشاركة للمنتخب الوطني بالمنافسة، بعد الأولى التي كانت سنة 2011 بالسودان، وأنهاها رفقاء هلال العربي سوداني وقتها في المركز الرابع بالترتيب العام بعد مسيرة مشرفة.
أحرز رفقاء صخرة دفاع فريق شباب بلوزداد شعيب كداد ثمانية انتصارات كاملة وديا، على كلّ من منتخب النيجر على مرتين بالدورة الودية الرباعية، شهر جوان المنصرم، وخلال تربص مدينة طربقة التونسية شهر أكتوبر المنقضي، بالإضافة إلى منتخبات (الطوغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، السودان، مالي) والمنتخب الأول لكلّ من سيراليون وسوريا بتربص الإمارات العربية المتحدة شهر نوفمبر الفارط.
كما فُرضَ التعادل على « الخضر « في أربع مناسبات أمام منتخب نيجيريا الأول بهدفين لمثلهما والمنتخب السنغالي بنفس النتيجة، بالإضافة إلى تعادلين سلبيين أمام منتخب الطوغو وموريتانيا، فيما تكبد الهزيمة في مواجهة وحيدة ضد المنتخب الكويتي الأول.
مطمور قام بعمل كبير مع المهاجمين
إحصائيات رفقاء الهداف عبد الرحمن مزيان خلال المباريات الودية تبشر بالخير، حيث تمكنوا من اللعب دون أي مركب نقص وبلغوا شباك المنافسين خلال 21 مناسبة كاملة، مسجلين 1.61 هدف بكل مواجهة أي بقرابة هدفين في كل مواجهة، وهو ما يؤكد بأنه بالرغم من غياب مهاجمين كبار بالرابطة المحترفة، إلا أنّ الطاقم الفني المكون من نجوم ملحمة أم درمان (بوقرة، مصباح، مطمور) رفقة الحارس الدولي السابق محمد بن حمو، تمكنوا من إيجاد التوليفة المناسبة لحل معضلة الخط الأمامي.
من جهة أخرى، كشفت مصادرنا من داخل بيت «الفاف» أنّ مجيد بوقرة استنجد بزميله السابق في المنتخب الوطني كريم مطمور، بعدما خاض أربعة مباريات ودية ضد كل من منتخب الطوغو بمناسبتين، ومنتخبي النيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية على التوالي، أين تيقن بأنّ المهاجمين ولاعبي وسط الميدان الهجومي يلزمهم مدرب يملك الخبرة الهجومية، لمساعدتهم على تفجير طاقاتهم ومحاولة الرفع من مستوياتهم خلال التربصات التي نظمها القائد السابق للمحاربين، وهو ما كان سببا في برمجة تربص كل شهر منذ انطلاق الموسم الجاري، تتخلله مواجهتين وديتين على الأقل لإجراء تعديلات وضبط كل صغيرة وكبيرة حول كيفية تموقعهم وتعاملهم مع الكرة أمام المرمى.
تدعيم صفوف الطاقم الفني بالمهاجم السابق مطمور في ثاني تجربة له بعالم التدريب، جعل المهاجمين يظهرون أمورا إيجابية مكنتهم من تسجيل 16 هدفا خلال 9 مباريات، بينها أثقل فوز لـ «الخضر» خلال الوديات برباعية في مرمى نائب بطل النسخة الماضية من «الشان» منتخب مالي، وثلاثية في مرمى منتخب السيراليون الأول.
«الماجيك» يبني منظومة دفاعية جدّ صلبة
نصب «الماجيك» منظومة دفاعية جد صلبة خلال المباريات الودية التحضيرية لنهائيات البطولة الأفريقية، حيث تلقت شباك المنتخب الوطني للمحليين 5 أهداف خلال 13 مواجهة، وتمكن إلا منتخبي نيجيريا الأول والسنغال من تسجيل ثنائية في مرمى الحارس الأول أليكسيس قندوز، في حين أحرز منتخب الكويت الأول هدفا وحيدا في مرمى «الخضر» ملحقا بهم الهزيمة الوحيدة.
كما حافظت العناصر الوطنية على عذرية شباكها خلال 10 مباريات كاملة، وهو ما يؤكد بأنّ عملا كبيرا قام به الطاقم الفني لتجهيز اللاعبين، قبل العرس القاري.
الاعتماد على 51 لاعبا منذ بداية التحضيرات
اعتمد الجهاز الفني للمنتخب الوطني للاعبين المحليين على 51 لاعبا في مختلف الخطوط، منذ بداية التحضيرات للعرس القاري بالجزائر، شهر أفريل المنصرم، حيث فضل اللاعب السابق لفريق غلاسغو رينجرز الأسكتلندي، معاينة أكبر عدد ممكن من اللاعبين الناشطين بالرابطة المحترفة من مختلف فرق النخبة، لاختيار الأفضل وتجريب أكثر من ثلاثة لاعبين في كل منصب، لتدوين قائمة موسعة قادرة على تقمص الألوان الوطنية، في حالة وقوع أيّ طارئ قبيل نهائيات البطولة الأفريقية.
في سياق منفصل، كشفت مصادر «الشعب ويكاند» أنّ المنتخب الوطني سيدخل آخر تربص تحضيري، بمركز تحضير المنتخبات الوطنية، بداية من تاريخ 03 جانفي المقبل، تحضيرا لخوض آخر مواجهة ودية تحضيرية المقرر إقامتها يوم 07 جانفي، أي 6 أيام قبل المباراة الافتتاحية ضد المنتخب الليبي.
من جهة أخرى، ينتظر عشاق المنتخب الوطني انطلاق نهائيات البطولة الأفريقية على أحر من الجمر، أولا لاكتشاف الملعب الجديد لبراقي والتحفة المعمارية، الذي سيحمل اسم الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، وثانيا لمساندة المنتخب الوطني للمحليين الذي سيشرع في حملة التنافس على اللقب بذات الملعب وطوال مباريات الدور الأول.
ومن جهة أخرى، أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الإيطالي السويسري جياني أنفانتينو، خلال حصة بقناة الكأس الرياضية القطرية، أنه يفكر في بعث منافسة كأس العرب لـ «الفيفا» كلّ سنتين، وهو ما يؤكد بأنّ الطاقم الفني للمنتخب الوطني للمحليين يمكنه مواصلة العمل على رأس العارضة الفنية لسنين طويلة، خصوصا في حالة نجاحه في الرهان الذي ينتظره، وليواصل إمداد المنتخب الوطني الأول بالعصافير النادرة.