كانت سنة 2022 ناجحة بكلّ المقاييس بالنسبة لشباب بلوزداد بعدما نجح في الحفاظ على لقبه في الرابطة المحترفة الأولى للمرة الثالثة على التوالي، في إنجاز غير مسبوق ولم يحدث منذ فترة الجيل الذهبي للنادي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، عندما نجح في الفوز بالبطولة أربع مرات ولكن ليس على التوالي فيما كانت مشاركة الفريق في رابطة الأبطال الإفريقية إيجابية رغم الخروج من ربع النهائي.
نجح شباب بلوزداد في الحفاظ على لقب البطولة للمرة الثالثة على التوالي، حيث أدى موسم 2021/2022 في المستوى، وكان الفريق مسيطرا بالطول والعرض على البطولة بدليل أنه حسم اللقب قبل ثلاث جولات عن الختام بعدما وسّع الفارق عن شبيبة القبائل أقرب ملاحقيه إلى تسع نقاط كاملة.
التغيير الذي حدث على مستوى العارضة الفنية للفريق، من خلال استقدام المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا كان إيجابيا إلى أقصى الحدود خاصة أنّ هذا الأخير نجح في تكوين فريق “صلب” يصعب الفوز عليه والدليل المستوى المميز الذي ظهر في رابطة أبطال إفريقيا خاصة في الأدوار الاقصائية.
مستوى شباب بلوزداد في سنة 2022 كان مميّزا في البطولة حيث ظهر الفريق بمستوى أقوى الفرق القارية ومباريات البطولة بالنسبة للفريق كانت إيجابية لدرجة كبيرة، بالنظر إلى العمل الفني الكبير الذي قام به البرازيلي باكيتا على رأس العارضة الفنية.
أرقام الفريق الموسم الماضي تتحدث عن نفسها فزملاء القائد بوشار نجحوا في الفوز بـ 21 مباراة في البطولة وهو رقم مميز لا يقوم به إلا بطل، وخسروا ست مرات فقط وتعادلوا في سبع مواجهات، حيث كانت الحصيلة إيجابية إلى أقصى الحدود وعكست تطلعات الأنصار.
الشركة المالكة لأغلبية أسهم الفريق قامت بعمل جبار لإعادة النادي إلى سكة الألقاب والتتويجات لدرجة أنّ الأنصار أصبحوا متعوّدين على الاحتفال بعد نهاية كلّ موسم بلقب سواء البطولة أو كأس الجمهورية، حيث وضعت إدارة الشركة الهدف الأساسي للفريق هو السيطرة على الكرة المحلية.
لن تكون السيطرة على الكرة المحلية إلا من خلال “احتكار” لقب البطولة وهو الأمر الذي نجح فيه الفريق، حيث رفعت إدارة الشركة سقف الطموحات عاليا، من خلال البحث عن التتويج في كلّ موسم باللقب، ومن جهة ثانية، العودة إلى الواجهة القارية من خلال المنافسة على لقب رابطة أبطال افريقيا.
وفرت شركة “مدار “ كلّ الامكانيات اللازمة من أجل نجاح مشروع شباب بلوزداد وهذا من خلال التعاقد مع أبرز اللاعبين داخل وخارج الوطن، حيث تجاوزت كلّ الفرق في هذا الأمر من خلال ضم أبرز اللاعبين والمواهب الصاعدة رغم التساؤلات التي تحيط ببعض الصفقات وهذا بسبب عدم نجاحها.
إحصائيات الفريق خلال سنة 2022 كانت ايجابية، حيث نجح الشباب في تسجيل 54 هدفا، فيما تلقت شباكه 22 هدفا فقط، وهو أمر يعكس قوة الفريق الدفاعية والهجومية خاصة في النصف الثاني من الموسم حين وصل الفريق إلى أوج عطائه الفني والبدني وصار فريقا يصعب الفوز عليه.
على المستوى القاري كان مشوار شباب بلوزداد مميزا ونجح في الظهور بشكل رائع في رابطة ابطال افريقيا رغم الخروج من ربع النهائي.
مستوى الشباب كان يرتفع تدريجيا وهذا انعكاس للسياسة الفنية الجيدة التي كان يطبقها المدرب باكيتا من أجل تحقيق أهداف الفريق في الموسم.
خلال المواجهات الكبيرة يظهر معدن المدربين الكبار، وهو الأمر الذي انعكس على المدرب البرازيلي باكيتا الذي نجح في تكوين فريق قويّ ومن الصعب الفوز عليه، بالنظر إلى العمل الكبير الذي قام به من خلال بناء فريق كبير نجح في البروز والظهور محليا وقاريا.
لحد الآن لم تعرف الأسباب الحقيقية التي كانت وراء رحيل المدرب باكيتا، حيث كان بقاؤه على رأس العارضة الفنية للفريق أكثر من ضروري من أجل مواصلة العمل الذي قام به، وهو الأمر الذي كان سيسهل الكثير من الأمور على الفريق على مستوى البطولة، خاصة أنه ضيع العديد من النقاط هذا الموسم.
مشروع النادي حاليا ناجح بكل المقاييس لكن التغييرات الكثيرة على مستوى العارضة الفنية قد يكون عاملا سلبيا وجب التخلص منه، من خلال منح الفرص للمدربين من أجل مواصلة العمل الذي يقومون به والاستقرار الفني أمر ضروري من أجل النجاح خاصة في الأندية التي تملك الإمكانيات المالية مثل تلك المتوفرة في شباب بلوزداد.
يرتقب الأنصار مواصلة النجاحات خلال الموسم الحالي رغم أنّ المؤشرات صعبة في ظلّ تراجع المستوى الفني مقارنة بالموسم الماضي، ولكن كما يقال لا يمكن الحكم على فريق إلا بعد نهاية الموسم، وهو الأمر الذي ينطبق على شباب بلوزداد الذي يطمح للحفاظ على لقبه للمرة الرابعة على التوالي.