ثمّن الدولي الجزائري السابق رضا ماتام في تصريح خاص لجريدة «الشعب»، فكرة إنشاء بطولة أوروبية ممتازة لرفع مستوى كرة القدم بما أن المنافسة ستكون بين كبار الأندية فقط.
أكد ماتام أنها ستكون منعرجا حقيقيا في عالم المستديرة بعد الجائحة التي أثرت سلبا على الرياضة.
عاد ماتام بالتفاصيل إلى فكرة إنشاء البطولة الأوروبية الممتازة وقال في هذا الصدد «موضوع إنشاء بطولة أوروبية ممتازة في كرة القدم مازال مجرّد فكرة لحدّ الآن، وهو الحل الأنسب بالنسبة للأندية الكبيرة في أوروبا على غرار ريال مدريد، برشلونة، بارين ميونيخ، مانشيستر سيتي، المان يونايتد وغيرهم من أجل الخروج من مخلفات الأزمة المالية الناتجة عن جائحة كورونا».
واصل ماتام قائلا في ذات السياق «العالم كّله سيتغير بعد الجائحة الصحية وسيكون له منعرج جديد بالنظر للانعكاسات التي خلّفتها كورونا خاصة في الجانب المالي، ومن بين أبرز المتضررين من هذا الوضع كرة القدم وبشكل خاصة الأندية الكبيرة في أوروبا، ما اضطر المسيرين للبحث عن البدائل لإيجاد الحلول في مصادر التموين للتخلّص من الديون التي يعانون منها في صورة ريال مدريد الذي بلغت ديونه 400 مليون أورو والأمثلة عديدة».
تطرّق محدثنا إلى الإستراتيجية التي يجب أن تُنتهج مستقبلا لإعادة رفع مستوى كرة القدم في قوله «ستكون إستراتيجية جديدة في عالم كرة القدم بعد جائحة كورونا لأن الأمور ستتغير جذريا، من خلال الاعتماد على شركات ضخمة ورائدة على الصعيد العالمي تملك المال في صورة غوغل، أمازون وأكبر الشركات المُنتجة للهواتف الذكية».
أضاف ماتام قائلا، «هذه الشركات ستقوم بضخّ أموال كبيرة لتموين الأندية الكبيرة في عالم مستقبلا لأن كرة القدم أصبحت مُتاجرة وأسواق وشركات ذات أسهم، ما يؤكد التحوّل الذي سيكون فيما بعد لأن الأمور كلها ستسير حسب الواردات المالية والسيطرة من دون شكّ للأقوياء، وبالتالي فكرة إنشاء بطولة ممتازة تشارك فيها أقوى الفرق على الصعيد الأوروبي، أكيد ستكون الحل الأنسب للخروج من الأزمة وفي نفس الوقت سترفع من مستوى كرة القدم بالمقارنة مع السابق ولا وجود لأي مخاوف لأن الجمهور المُحب للكرة سيكون على موعد مع الإثارة خلال متابعتهم لنجوم المستديرة».
فيما يتعلق بالانعكاسات التي ستكون بالنسبة للأندية الضعيفة في القارة العجوز قال الدولي الجزائري السابق، «كرة القدم الحديثة أصبحت تعتمد على التجارة ما جعل المسيرين يبحثون بصفة مستمرة عن مصادر التموين من أجل جلب أكبر اللاعبين والمنافسة على الألقاب، ولهذا جاء الوقت لكي تكون بطولة خاصة بأكبر الأندية تميزهم عن غيرهم والتي ستتجسّد في البطولة الأوروبية الممتازة، وتبقى الفرق الضعيفة تلعب ضمن رابطة الأبطال ولهذا لا أرى أي خطورة على كرة القدم بالعكس ستعرف تطورا كبيرا من خلال هذا التحوّل الذي يعد المنعرج لكي يرتفع المستوى».
واصل ماتام قائلا، «سيُشرف بنك أمريكي عالمي متخصّص في مثل هذه الأمور على تموين البطولة الممتازة لأنه يعرف جيدا الخطوات بحكم إدارته للدوري الممتاز لكرة السلة في الولايات المتحدة الامريكية، إضافة إلى دور الإعلام الذي سيلعب دورا كبيرا من خلال الترويج لهذه الفكرة والتي سيدعّم جلب الممولين من كبار الشركات خاصة المصنّعة للهواتف الذكية، بما أن المنافسة ستُبث من خلالها ما سيسهل على الجمهور متابعتها وهنا يكمن التواصل لأن كل الأطراف ستستفيد لتجاوز مخلفات الجائحة».
في المقابل أكد محدثنا أن التخوفات الموجودة لدى الإتحاد الأوروبي والفيفا لأنها ستضعف منافسة رابطة الأبطال في قوله «المتخوف الوحيد الإتحاد الأوروبي لأن منافسة رابطة الأبطال ستتراجع بالمقارنة مع السابق وفي نفس الوقت ستنقص العائدات المالية، لكن حسب اعتقادي فإن رئيس الفيفا أنفانتينو لديه مشروع ضخم في هذا الجانب لإيجاد البدائل في مصادر التمويل للخروج من الضائقة المالية، وهنا أكرّر ما سبق لي قوله بأن كرة القدم ستعرف منعرجا حقيقيا وستتغير بالمقارنة على ما كان عليه الحال قبل كورونا”.